وكَذَلِكَ موجود الدواء الَّذِي ذكرنا فِي كتب العلماء السلفيين أتباع الصحابة والتابعين كالائمة الأربعة والموفق وابن أبي عمر وشيخ الإسلام وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وابن كثير ومن تتلمذ عَلَى كتبهم ممن جَاءَ بعدهم واقتفي أثرهم وسار عَلى نهجهم فجزاهم الله عن الإسلام والمُسْلِمِيْنَ خيراً.
شِعْراً:
... عِلْمُ الْحَدِيثِ أَجَلَّ السُؤْالِ والوَطَرِ ... فَاقّطَعْ بِهِ العَيْشَ تَعْرِفْ لَذَّةَ العُمُرِ
وانْقُلْ رِحَالَكَ عن مَغْنَاكَ مُرْتَحِلاً ... لِكَي تَفُوْزَ بِنَقْلِ العِلْمِ والأثَرِ
وَلاَ تَقُلْ: عَاقَنِي شُغْلٌ فلَيْسَ يًرَى ... فِي التَّرْكِ لِلعِلْمِ مِنْ عُذَرٍ لِمُعْتَذِرِ
وَأَيُ شُغْلٍ كَمِثْلِ العِلْمِ تَطْلُبُهُ ... وَنَقْلِ مَا قَدْ رَوَوْا عن سَيِدِ البَشَرِ؟
ألْهَىْ عن العِلْمِ أَقْوَاماً تَطْلُبُهُمْ ... لَذّاتِ دُنْياً غَدَوْا مِنْهَا عَلَى غَرَرِ
وَخَلَفُوا مَالَهُ حَظٌ وَمَكْرُمَةٌ ... إِلى الَّتِي هُيَ دَأْبُ الهُونِ والخَطَرِ
وأَيُ فَخْرٍ بِدُنْيَاهُ لاَ بَقَاءَ لَهَا ... وَبِالعَفَافِ وَكَسْبِ العِلْمِ فَافْتَخِرِ
يَفْنَى الرِّجَالُ وَيَبْقَى عِلْمُهُمْ لَهُمُ ... ذِكْراً يُجَّدِدُ فِي الآصَالِ والبُكُرِ
وَيَذْهَبُ المَوُتَ بِالدُّنْيَا وَصَاحِبِهَا ... ولَيْسَ يَبْقَى لَهُ فِي النَّاسِ مِنْ أَثَرِ
تَظُنُّ أَنَّكَ بالدُّنْيَا أَخُوُ كِبَرٍ ... وأَنْتَ بِالجَهْلِ قَدْ أَصْبَحْتَ ذَا صِغَرِ
لَيْسَ الكَبْيِرُ عَظِيْمُ القَدْرِ غَيْرَ فَتَى ... مَا زَالَ بَالعِلْمِ مَشْغُولاً مَدَى العُمُرِ
قَدْ زَاحَمَتْ رُكْبَتَاهُ كُلُّ ذِي شَرَفٍ ... فِي العِلْمِ والحِلْمِ لاَ فِي الفَخْرِ والبَطَرِ
فَجَالِسِ العُلًماءِ المُقْتَدَى بِهِمُ ... تَسْتَجْلِبِ النَفْعَ أَوْ تَأمَنْ مِنَ الضَّرَرِ
هُمْ سَادَةُ النَّاسِ حَقاً وَالجُلُوسُ لَهُمْ ... زِيَادَةٌ هَكَذَا قَدْ جَاءَ فِي الخَبَرِ
والمَرْءُ يَحْسَبُ مِنْ قَوْمٍ يُصَاحِبُهُمْ ... فَارْكَنْ إِلى كُلِّ صَافِي العِرْضَ عن كَدَرِ
فَمَنْ يُجَالِسْ كَرِيْماً نَالَ مَكَرْمَةً ... ولم يَشِنْ عِرضَهُ شَيْءٌ مِنْ الغِيْر