للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كصَاحِبِ العِطْرِ إِنْ لم تَسْتَفِدْ هِبَةً ... مِنْ عِطْرِهِ لم تَخِبْ مِنْ رِيْحِهِ العَطِرِ

وَمَنْ يُجَالِسْ رَدِيءَ الطَّبْعِ يُرْدِ بِهِ ... ونَالَهُ دَنَسٌ مِنْ عِرْضِهِ الكَدِرِ

كصَاحِبِ الكِيْرِ إِنْ يَسْلم مُجَالِسُهُ ... مِنْ نَتْنِهِ لم يُوَقَّ الحَرْقَ بِالشَّرَرِ

وَكُلُ مَنْ لَيْسَ يَنْهِاهُ الحَيَاءُ وَلاَ ... تَقْوَى فَخَفْ كُلَّ قُبْحٍ مِنْهُ وانْتَظِرِ

وَالنَّاسُ أخْلاَقُهُمُ شَتَّى وَأَنْفُسُهُمْ ... مِنْهُمْ بَصِيرُ وَمِنْهُمْ مُخْطِئُ النَّظَرِ

وَأَصُوْبُ النَّاسِ رَأْياً مَنْ تَصَرُّفُهُ ... فِي مَا بِهِ شَرَفُ الألْبَابِ وَالفِكَرِ

وَارْكَنْ إِلى كُلِّ مَنْ فِي وِدِّهِ شَرَفٌ ... مِنْ نَابِهِ القَدْرِ بَيْنَ النَّاسِ مُشْتَهِرِ

فَالمَرْءُ يَشْرُفُ بِالأخْيَارِ يَصْحَبُهُمْ ... وَإِنْ يَكُنْ قَبْلُ شيئاً غَيْرَ مُعْتَبَرِ

إِنَّ العَقْيِقَ لَيَسُمْوُ عِنْدَ نَاظِرِهِ ... إِذَا بَدَا وَهُوَ مَنْظُومُ مَعَ الدُّرَرِ

والمَرْءُ يَخْبُثُ بِالأشْْرَارِ يَألَفُهُمْ ... وَلَوْ غَدَا حَسَنَ الأخلاق وَالسِّيَرِ

فَالمَاءُ صَفْوٌ طَهُورٌ فِي أَصَالَتِهِ ... حَتَى يُجَاوِرَهُ شَيْءٌ مِنْ الكَدَرِ

فَكُنْ بِصَحْبِ رَسُولِ اللهِ مُقْتَدياً ... فَإنهُمْ لِلّهُدَى كَالأنْجُمِ الزُّهُرِ

وَإِنْ عَجَزْتَ عن الحَدِ الَّذِي سَلَكُوا ... فَكُنْ عن الحُبِ فِيهمْ غَيْرَ مُقْتَصِرٍ

وَالحَقْ بِقَوْمٍ إِذَا لاَحَتْ وُجُوهُهُمُ ... رَأْيْتَهَا مِنْ سَنَا التَّوْفِيقِ كَالقَمَرِ

أضْحَوْا مِنَ السَنَةِ العَلْيَاءِ فِي سَنَنِ ... سَهْلٍ وَقَامُوْا بِحِفْظِ الدِّيْنِ وَالأثَرِ

أَجَلُّ شَيْءٍ لَدَيْهِمْ: قَالَ أَخْبَرَنَا ... عن الرَّسُولِ بِمَا قَدْ صَحَّ مِنْ خَبَرِ

هَذِي المَكَارِمُ لاَ قَعْبَانِ مِنْ لَبَنِ ... وَلاَ التَّمَتُعَ بِاللَّذَاتِ وَالأشَرِ

لاَ شَيْءَ أَحْسَنَ مِنْ: قَالَ لِرَّسُوُل وَمَا ... أَجَلٌّ مِنْ سَنَدٍ عن كُلِّ مُشْتَهِرِ

وَمَجْلِسٍ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ جَادَ بِمَا ... حَلاَ مِنَ الدُرِ أَوْ حُلّيٌ مِنَ الدُّرَرِ

يَوْمٌ يَمُرُّ وَلم أَرْوِ الْحَدِيثَ بِهِ ... فَلَسْتَ أَحْسِبُ ذَاكَ الْيَوْمَ مِنْ عُمُرِي

فَإِنَّ فِي دَرْسِ أَخْبَارِ الرَّسُولِ لَنَا ... تَمَتُّعاً فِي رِيَاضِ الْجَنَةِ الخُضُرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>