قَالَ: بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَفَعَلْتُ بِمَا أَمَرَنِي وَهُوَ خَلْفِي يَدْعُو قَائِمًا وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ. قَالَ حَنْبَلُ: سَمِعْتُ أَحْمَدُ يَقُولُ في خَتمِ القُرْآنِ: إِذَا فَرَغْتَ مِنْ قِرَاءِة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَارْفَعْ يَدَيْكَ فِي الدُّعَاء قَبْلَ الرُّكُوعِ. قُلْتُ: إِلى أَيُّ شَيْءٍ تَذْهَبُ فِي هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَهْلَ مَكَّةَ يَفْعَلُونَهُ، وَكَانَ سُفْيَانُ بَنْ عُيَيْنَةَ يَفْعَلْهُ مَعْهُم بِمَكَّةَ. قَالَ العَبَّاسُ بنُ عَبْدِ العظيم وَكَذَلِكَ أَدْرَكْنَا الناسَ بالبَصْرَةِ وَبِمَكَّةِ. وَيَرْوِي أَهْلُ المدينةِ فِي هَذَا شَيْئًا وَذَكَر عَنْ عُثْمَانَ بنِ عفان. وقالَ في الشرح الكبير مِثْلَ مَا قال في الْمُغْنِي، وقال في الأذكار: وَيُسْتَحَّبُ حُضُورُ مَجْلِسِ الْختمِ لِمَنْ يَقْرَأ وَلِمَنْ لا يُحْسِنُ أَنْ يَقرأ فَقَد رُوِينَا في الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ الحُيَّضَ بالخروج يومَ العِيدِ فلْيَشْهَدْنَ الخيرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِين. وَوَرَدَ: لا يَجْتَمعُ مَلاءٌ فَيَدْعُو بَعْضُهم ويُؤمِّنُ بَعْضُهُمْ إلا أجَابَهمُ الله. (طب، ك، ق) .
تَمَسَّكَ بِحَبَّلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الْهُدَى ... وَلا تَكُ بِدْعيًا لَعَلَّكَ تَفْلِحُ
وَدِنْ بِكِتَابِ اللهِ وَالسُّنَنِ التِي ... أَتَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ تَنْجُو وَتَرْبَحُ
وَقُلْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَلامُ مَلِيكِنَا ... بِذَلِكَ دَانَ الأَتْقِيَاءُ وَأَفْصَحُوا
وَقُلْ يَتَجَلَّى اللهُ لِلْخَلْقِ جَهْرَةٍ ... كَمَا البَدْوُ لا يَخْفَى وَرَبُّكَ أَوْضَحُ
وَلَيْسَ بِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ بِوَالِدٍ ... وَلَيْسَ لَهُ شِبْهُ تَعَالى الْمُسَبَّحُ
وَقَدْ يُنْكِرُ الْجَهْمِيُّ هَذَا وَعِنْدَنَا ... بِمِصْدَاقِ مَا قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَحَّحُ
رَوَاهُ جَرِيرٌ عَنْ مَقَالِ مُحَمَّدٍ ... فَقُلْ مِثْلَ مَا قَدْ قَالَ في ذَلِكَ تَنْجَحُ
وَقَدْ يُنْكِرُ الْجَهْمِيُّ أَيْضًا يَمِينَهُ ... وَكِلْتَا يَدَيْهِ بِالفَوَاضِلِ تُفْتَحُ
وَقُلْ يَنْزِلُ الْجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ... بِلا كَيْفٍ جَلَّ الوَاحِدُ الْمُتَمَدِّحُ
إِلى طَبَقِ الدُّنْيَا يَمُنُّ بِفَضْلِهِ ... فَتُفْرَجُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُفْتَحُ
يَقُولُ أَلا مُسْتَغْفِرًا يَلْقَ غَافِرًا ... وَمُسْتَمْحِنًا خَيْرًا وَرَزِقًا فَيَمْنَحُ
رَوَى ذَاكَ قَوْمٌ لا يُرَدُّ حَدِيثُهُمْ ... أَلا خَابَ قَوْمٌ كَذَبُوهُم وَقُبِّحُوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute