الثاني: أن العَالم يعرف أن الكبر لا يليق إلا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي (إلَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السميع البصير) وأنه إِذَا تكبر صار ممقوتاً عِنْدَ الله بغيضاً، وقَدْ أحب الله منه أن يتواضع، وأن يفكر فِي خطر الخاتمة، فكم من إنسان مزدري محتقر لكفره أو فسقه فتح الله عَلَيْهِ باب التوبة والإنابة، فأقبل عَلَى الله فسعد بذَلِكَ وشهد لَهُ بالْجَنَّة كعمر رَضِيَ اللهُ عنهُ، وبالعكس فكم من إنسان عمل بعمل أَهْل الْجَنَّة زمناً طويلاً وفِي آخر الأمر عمل بعمل أَهْل النار فيدخلها كثعلبة وبلعام ونحوهما ممن ارتد عن الإسلام وفِي حديث ابن مسعود قوله ?:"إن أحدكم ليعمل بعمل أَهْل الْجَنَّة حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عَلَيْهِ اْلكِتَاب فيعمل بعمل أَهْل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أَهْل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عَلَيْهِ اْلكِتَاب فيعمل بعمل أَهْل الْجَنَّة فيدخلها" متفق عليه.
فمهما بلغ المرء من العلم والتقي والورع والزهد فهو فِي خطر من سوء الخاتمة التي عَلَيْهَا المدار، فبملاحظتها يتلاشي الكبر بإذن الله.
ومن أضر ما عَلَى كثير من عِلماء هَذَا الزمان الشهادات الحالية التي يسمونها دكتوراه وماجستير وعالمية وبكالوريوس ونحو ذَلِكَ لأن من حصل عَلَيْهَا رآي من لم يحصل عَلَيْهَا بعين الاحتقار والامتهان والازدراء ومَعَ ذَلِكَ فهي عِنْدَ بَعْضهمْ مضعفة للتوكل عَلَى الله من قبل الرزق يؤيد ذَلِكَ ما يجري عَلَى ألسنة كثير مِنْهُمْ بقولهم لمن لم يحصل عَلَيْهَا أمن حياتك أحصل عَلَى شهادة. ونسوا قول الله تعالى:{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا} وقوله {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} وقوله {وَعَلَى اللهِ