للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقوام الأخرى (من أهل الحضر) إلا أنه بالعكس فصحتهم جيدة وأجسامهم قوية إلا أن قوة أجسامهم لا تكتمل فبنية أجسامهم نحيفة وهم فى غاية خفة الدم.

وبينهم من تجاوز سنهم المائة ومع ذلك يحتفظ‍ بصفى أسنانه كاملين.

ولما كانت هذه الطوائف تنتقل من بادية إلى بادية غير مستقرة فى مكان ما ولا ينهمكون فى تناول أطعمة مختلفة، ويعيشون فى أماكن ذات هواء نقى سليم فإنه ليس فيهم من أصابته الحصبة إلا قليلا.

ولما كان العربان مقتنعين بأن الحصبة مرض معد مهلك جرت عادتهم إذا أصاب أى واحد منهم هذا المرض وإن كان ابنه الوحيد فإنه يتركه عند من أصابه المرض من قبل وإذا لم يجد مثل ذلك الرجل يترك وحيدا. هذه العقيدة خاصة بالبدو الذين يسكنون فى الصحارى، إلا أن سكان القرى والمدن فى الجزيرة العربية والأماكن الأخرى والمتمدنين منهم لا يهربون ممن يصاب فى صباه بالحصبة، بل يعدون الأدوية الخاصة بها ويعالجونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>