للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو بكر النجار حتى يضع المنبر فى مكانه ويركزه بالضبط‍،وكره هذا الشخص العود إلى بلاد مصر بعد أن وضع المنبر فى مكانه وظل فى المدينة المنورة إلى آخر عمره.

وقد وضع المنبر الذى أرسله ركن الدين البندقدارى فى مكانه ورصنت وأصلحت الأماكن التى تحتاج للترصين والإصلاح إلا أن أماكنه الملاصقة للأرض أخذت تبلى فى سنة ٧٩٧ هـ‍ وعلى هذا أرسل من قبل «الظاهر برقوق المصرى» (١) منبرا فى غاية التزيين والترصيع وانتزع المنبر الذى أرسله «ركن الدين البندقدارى» من مكانه فى أواخر السنة المذكورة ووضع مكانه المنبر الذى أرسله «الظاهر برقوق» وبناء على هذا الحساب فإنه ما أمكن استخدام منبر ركن الدين البندقدارى الجميل أكثر من ١٣١ سنة.

وبعد أن وضع منبر «الظاهر برقوق المصرى» مكانه بثلاث وعشرين سنة أرسل «الشيخ المؤيد المصرى» (٢) منبرا لطيف المظهر فرفع منبر برقوق ووضع مكانه منبر الشيخ المؤيد وذلك فى سنة ٨٢٠ هـ‍.

وكان المنبر الذى أرسل من قبل الشيخ المؤيد غاية فى جمال الصنعة ولا مثيل له ومزينا وأجمل من المنبر القديم من حيث الصنعة ولكن لشدة الأسف قد احترق مع المسجد الشريف فى حريق سنة ٨٨٠ هـ‍ وانمحى ذكره بعد وضعه فى مكانه لستين سنة.

وكان المنبر اللطيف سالف الذكر زاد ارتفاعا ستة أذرع وثمانية أصابع وكان طوله السطحى ثمانية أذرع واثنى عشر إصبعا وله تسع درجات وبين كل درجة فاصلة ذراع ونصف ذراع وكان موضوعا فى جهة السور الخشبى الذى فى الناحية القبلية من الروضة المطهرة أى فى خارج الجدار القبلى الذى صنع فى عصر السعادة بثلاثة أذرع.

وظل مسجد المدينة بعد حريق ثمانمائة وثمانين مدة ست سنوات بدون منبر،


(١) هذا الشخص أول ملوك الشراكسة الذين حكموا مصر.
(٢) وكان الشيخ المؤيد رابع ملوك الشراكسة وكان معروفا باسم الملك المؤيد الشيخ المحمودى الظاهرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>