للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث في مسند الحارث بن أبي أسامة (١)، وفي آخره قال: فقلت للذي حدثني أكان بالمدينة يومئذ أبو بكر؟ قال: لا أدري.

وأورده البوصيري في الإتحاف (٢)، وقال: (رواه الحارث بسند ضعيف) اهـ. وعلّة الإسناد الرجل الذي لم يُسَم، ولم يوصف بما يفيد صحبته، وسائر رجال الإسناد محتج بهم؛ كثير بن هشام هو: أبو سهل، وجعفر بن برقان هو: أبو عبد الله. وثابت بن الحجاج هو: الجزري، كلهم رقيّون.

والحديث منكر؛ لأن الأحاديث المتواترة (٣) دلت على أن أبا بكر أفضل من عمر -رضي الله عنهما-، قال ابن حجر الهيتمي (٤): (وكان خير الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعد المرسلين: أبا بكر الصديق -رضى الله عنه-، وقد تواترت بذلك الأحاديث المستفيضة الصحيحة التي لا تعتل، المروية في الأمهات والأصول المستقيمة التي ليست بمعلولة، ولا سقيمة) اهـ. إلا أن يكون الحديث قد صدر وقت مغيب لأبي بكر من المدينة فيكون ضعيفًا فقط -والله تعالى أعلم-.


(١) كما في: بغية الباحث (٢/ ٨٩٤) ورقمه/ ٩٦٩.
(٢) (٧/ ١٦٤) ورقمه/ ٦٥٨٦.
(٣) انظر: الأصل (١/ ٧٦)، وما بعدها. والأحاديث الواردة في فضل أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-.
(٤) الصواعق (٢/ ٧١١).

<<  <   >  >>