(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْد الذكرِ أَن الأَرْضَ يَرِثهَا) فانتقل إلى الغائب ثم عاد إلى المتكلم في قوله: (عِبَادِيَ)، وفي ذلك تأكيد أن هذا مكتوب في كتبه سبحانه في كتبه المنزلة، وإضافة العباد إليه سبحانه.
وإن ذلك وعد سجله سبحانه في كتبه بأن مآل هذه الأرض لعباده الصالحين، برغم جنحات المفسدين وغلبتهم وسعيهم بالفساد في الأرض.
وقد يعترض الذين يأسرهم الزمان الذي يعيشون فيه، ولا تنفذ بصائرهم إلى ما وراءه بأن المفسدين في الأرض الذين اتخذوا من العلم بالكون، وسائل تخريب في الأرض، وتمكين للظلم، وأن أهل الحق الصالحين مغلوب عليهم مستضعفون، ونقول: إن ذلك حكم حقبة من الزمان هي التي نعيش، ولكن الله تعالى أخبر أن المآل للصالحين، والله أعلم بالمفسدين، وإن خبره صادق والمستقبل غيب لَا يعلمه إلا هو، ولنا أن نصدق الله ونكذب حكم الزمان في القابل.