تواردت على هذا المعنى وتعاونت على آدابه، وهو (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) أي أن الأرض كلها بقاصيها ودانيها لله، وأنها ليست لملك طاغ، ولا لزعيم. مفسد ولا لرئيس يقود الناس إلى مراتع الفساد ومواطن التهلكة، إنما هي لله (يَرِثُهَا عبَادِيَ الصَّالِحُونَ) أي يعطيها مالك الملك لعباده الصالحين، وعبر بقوله (يَرِثهَا) للإشارة إلى أن الصالحين يخلفون من كانوا عليها من فاسدين ظالمين عتاة، وذلك كقوله تعالى:(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا. . .)، وإن العاقبة تكون دائما للمتقين. وهنا التفات من الغائب إلى العودة إلى ضمير المتكلم، وهو الله جل جلاله، فالكلام بلغة المتكلم في قوله تعالى: