الأيك الشجر الملتف واحده أيكة، والمراد أصحاب الشجر الملتف الذي صار أيكة يعاش في ظلها، ونرى سيدنا شعيبا نبي اللَّه أحيانا يذكر أنه بعث إلى مدين قومه، وأحيانا يذكر أنه بعث لأصحاب الأيكة، ويظهر أن المؤدى واحد، لأن مدين كانت تسكن حول هذه الأشجار الملتفة، فهي منتفع بها، وذكرت الأيكة دون مدين لأنها موضع نعمتهم، وقال بعض المفسرين إنه بعث إلى أمتين مدين وأصحاب الأيكة، وإني أميل إلى الأول، وهو الأوضح الذي يسبق إلى الذهن.
قلنا من قبل إن هذه الآيات تصور وحدة الشرك في أنه لَا يؤمن بالرسالة الإلهية، وأنهم ينكرون أن يكون الرسول بشرًا، كما يبدو من جحودهم، وأن الرسول يكون منهم، وأنه معروف فيهم بالأمانة والصدق، وأنه كان محل صدق عندهم، لَا يكذبونه، وأنه بهذه الأمانة والثقة والإرسال من اللَّه تعالى يدعوهم، وأنه لَا يطلب جاها ولا مالا، ولا ملكا، وإنما يطلب الجزاء والرضا من اللَّه