فما رأي قرائي وقارئاتي هل هم ينتصرون للأطباء للقضاء على القبلة، أم هم يقفون في جنب الحزب الثاني ويدافعون عنها. . .؟
هم وهن.
الله ما أشد الحرب التي أصلت نارها كاتبات الزهور الأديبات حول مسألة المرأة! هذه الحرب قديمة العهد - منذ آدم وحواء - ولكن أديباتنا قد جلن فيها جولات مشهودة على صفحات هذه المجلة. أنا اليوم لست كامل العدة لأنزل إلى الميدان، بل أقف بعيداً عن هذه المعمعة. وليسمح لي المتخاصمون أن أقص عليهم حادثتين من قبيل الرواية فقط:
الأولى: حاصر كونراد الثالث إمبراطور ألمانيا مدينة وينسبرج فلم يتمكن من فتحها وإخضاع سكانها إلا بعد حصار طويل، ولذلك أحب الانتقام وأباح لعسكره السلب والنهب لكنه شفق على النساء فأذن لهن بالخروج من المدينة سالماتٍ وبأخذ أثمن ما لديهن. وما أعظم ما كانت دهشته عندما رأى كل امرأة قد حملت زوجها على ظهرها. فسأل عن معنى ذلك فأجبن بصوتٍ واحد ألم تسمح لنا بأخذ أثمن ما لدينا؟ وهل أثمن من رجالنا؟ فأعجب الإمبراطور بسمو عواطفهن وعفا عن المدينة.
القصة الثانية: اشتدت العاصفة على إحدى السفن وهاجت عليها الأمواج وماجت حتى كادت تغرقها ومن عليها، فأمر القبطان أن يطرح إلى البحر كل ما هو ثقيل يستغنى عنه، فعمد أحد الركاب إلى امرأته وطرحها في لجج المياه قائلاً: هذا أثقل شيء لدي.