وآمن للسبيل، وخيرٌ في العاقبة. والأيام عوجٌ كل يوم في شأن. ويزيد ابن أمير المؤمنين في حسن هديه. وهو من أفضلنا علماً وحلماً، وأبعدنا رأياً. فحوله عهدك واجعله لنا علماً بعدك ومفرغاً نلجأ إليه ونسكن إلى ظله.
وتكلم عمرو بن سعيد الأشدق بنحو من ذلك. ثم قام يزيد بن المقنع العذري فقال: هذا أمير المؤمنين وأشار إلى معاوية فإن هلك فهذا وأشار إلى يزيد ومن أبى فهذا وأشار إلى سيفه.
فقال معاوية: أجلس فأنت سيد الخطباء فأذعن من حضر من الوفود.
فقال معاوية للأحنف: ما تقول يا أبا بحر. .
فقال الأحنف: نخافكم أن صدقنا، ونخاف الله إن كذبنا. وأنت يا أمير المؤمنين أعلم بيزيد في ليله ونهاره، وسره وعلانيته، ومدخله ومخرجه فإن كنت تعلمه لله تعالى ولهذا الأمة رضىً، فلا تشاور فيه. وإن كنت تعلم منه غير ذلك، فأنت صائرٌ إلى الآخرة، وإنما علينا أن نقول سمعنا وأطعنا.
ومن أقوال الأحنف المأثورة:
رب غيظ تجرعتهُ مخافةَ ما أشدُّ منه
كثرة المزاح تذهب الهيبة
السؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعل
الداء اللسان البذي والخلق الردي
السنة الأولى للزهور
في الإدارة مجموعة الزهور للسنة الأولى مجلدة تجليداً متقناً وثمنها خمسون قرشاً صاغاً. ويضاف إلى ذلك أجرة البريد للخارج.