فصب كل وصايا الذين في وصية واحدة وهي المحبة التي جعلها ينبوعاً لكل حسنةٍ وفضيلة وجعل كل ما سواها من التكاليف الدينية وقايةً لها
بل ماذا عسى يكون شرف أرض وطئها مشترع تنقاد إلى أنجيله ممالك ضخمة وأممٌ عظيمة قد صارت بقية أمم الأرض تقفي على آثارها وتنهج منهاجها تعلم أمة تهوى الفلاح
ولا تجري وراءها متبعةً خطاها في العلم والصناعة والزراعة والتجارة. فهذه المملكة اليابانية لم تصعد من هاوية الجهل والخمول إلاّ باقتصاصها آثار الممالك التي انبسط عليها نور الإنجيل
أورشليم - هي مدينة يقصدها الإسرائيلي لأنها كانت قاعدة مملكتهم وفيها كان هيكلهم العظيم ويزورها المسيحي تبركا بما بها من الآثار المسيحية ويردها المسلم ليزور الجامع الأقصى فتلك الآثار الدينية التي تجرّ الناس إليها من قاصي الديار ودانيها قد صارت أشهر من أن تذكر وأعرف من أن توصف. فإن استغنى بلدٌ بذكر اسمه عن التعريف فأورشليم وبيت لحم لا يتقدمهما في ذلك بلد في المعمور. فليس في المشرقين أبعد منهما ذكراً ولا أشرف منهما أثراً فلا أجد حاجة إلى وصف تلك الآثار وإن كان تأثيرها في نفسي كتأثير الماء على الكبد الظمأى إذ لا إخال أحداً يتلو كتب العهدين ويمرّ بأسماء كثير من الأمكنة التي تردّد إليها السيد المسيح ورسلهُ وصنع فيها الآيات كبيت عنيا وقانا الجليل ما لم تلتهب بين جوانحه لواعج الشرق إلى زيارتها.