وَقَالَ لَنَا: مَنْ تَابَعَكُمْ عَلَى هَذَا الدِّينِ؛ فَلَهُ مَا لَكُمْ وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْكُمْ …
وَمَنْ أَبَى؛ فَاعْرِضُوا عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ، ثُمَّ احْمُوهُ مِمَّا تَحْمُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَمَنْ أَبَى؛ فَقَاتِلُوهُ …
فَاخْتَرْ إِنْ شِئْتَ الْجِزْيَةَ؛ تَدْفَعُهَا وَأَنْتَ صَاغِرٌ (١)، وَإِنْ شِئْتَ؛ فَالسَّيْفُ …
أَوْ تُسْلِمُ؛ فَتُنْجِيَ نَفْسَكَ وَعَشِيرَتَكَ.
فَغَضِبَ الْمَلِكُ وَقَالَ:
لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَقَتَلْتُكُمْ …
ثُمَّ قَالَ لِحُجَّابِهِ:
ائِتُونِي بِحِمْلٍ مِنْ تُرَابٍ؛ فَاحْمِلُوهُ عَلَى أَشْرَفِ هَؤُلَاءِ … ثُمَّ سُوقُوهُ كَمَا تُسَاقُ الدَّوَابُّ؛ حَتَّى يَخْرُجَ بَعِيدًا عَنْ بُيُوتِ الْمَدَائِنِ.
ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَشْرَفُكُمْ؟.
فَقَامَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ: أَنَا، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِيَحْمِلَ التُّرَابَ؛ فَحَمَلُوهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:
ارْجِعُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ؛ فَأَعْلِمُوهُ أَنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْهِ غَدًا رُسْتُمَ؛ لِيَدْفِنَهُ مَعَ جُنْدِهِ فِي خَنْدَقِ الْقَادِسِيَّةِ.
* * *
(١) صَاغر: ذليل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute