للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْقَوْمِ تَتَحَرَّكُ فَوْقَ الْغَارِ؛ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ …

فَنَظَرَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ نَظْرَةَ حُبٍّ وَرِفْقٍ وَعِتَابٍ.

فَهَمَسَ الصِّدِّيقُ قَائِلًا: وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي …

وَلَكِنْ مَخَافَةَ أَنْ أَرَى فِيكَ مَكْرُوها (١) يَا رَسُولَ اللَّهِ.

فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ مُطَمْئِنًا:

(لَا تَحْزَنُ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ اللَّهَ مَعَنا).

فَأَنْزَلَ اللَّهُ السَّكِينَةَ عَلَى قَلْبِ الصِّدِّيقِ، وَرَاحَ يَنْظُرُ إِلَى أَقْدَامِ الْقَوْمِ.

ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى مَوْطِئ قَدَمَيْهِ لَرَآنَا.

فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ : (مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ، اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!!).

وَهُنَا سَمِعَا فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ لِلْقَوْمِ:

هَلُمُّوا (٢) إِلَى الْغَارِ نَنْظُرْ فِيهِ.

فَقَالَ لَهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ سَاخِرًا: أَلَمْ تَرَ إِلَى هَذَا الْعَنْكَبُوتِ الَّذِي عَشَّشَ عَلَى بَابِهِ؟!! وَاللَّهِ إِنَّهُ أَقْدَمُ مِنْ مِيلادِ مُحَمَّدٍ ..

غَيْرَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى … إِنِّي لَأَحْسَبُهُ قَرِيبًا مِنَّا يَسْمَعُ مَا نَقُولُ، وَيَرَى مَا نَصْنَعُ.

وَلَكِنَّ سِحْرَهُ رَانَ (٣) عَلَى أَبْصَارِنَا …

* * *


(١) أن أرى فيك مكروهًا: أن أَرى فيك ما أَكْرَه.
(٢) هَلمُّوا: تعالوا، وأقبلوا.
(٣) ران: غَطَّى.

<<  <  ج: ص:  >  >>