للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وَقَدْ بَلَغَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِنْ مَجْدِ الْعِلْمِ غَايَتَهُ.

ذَلِكَ أَنَّ خَلِيفَةَ الْمُسْلِمِينَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانٍ خَرَجَ ذَاتَ سَنَةٍ حَاجًّا …

وَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَاجًا أَيْضًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صَوْلَةٌ وَلَا إِمَارَةٌ.

فَكَانَ لِمُعَاوِيَةَ مَوْكِبٌ مِنْ رِجَالِ دَوْلَتِهِ.

وَكَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مَوْكِبٌ يَفُوقُ مَوْكِبَ الْخَلِيفَةِ مِنْ طُلَّابِ الْعِلْمِ.

* **

عُمِّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً مَلأَ فِيهَا الدُّنْيَا عِلْمًا وَفَهُمًا وَحِكْمَةً وَتُقًى.

فَلَمَّا أَتَاهُ الْيَقِينُ (١) صَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّة (٢).

وَالْبَقِيَّةُ الْبَاقِيَةُ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ وَجِلَّةُ التَّابِعِينَ …

وَفِيمَا كَانُوا يُوَارُونَهُ تُرَابَهُ، سَمِعُوا قَارئًا يَقْرَأُ:

﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (٣) (*).


(١) الْيقين: الْموت.
(٢) مُحَمَّد ابن الْحنفية: هُوَ مُحَمَّد بن عَلَيَّ بن أبي طَالِب، وقد نُسب لأُمِّه لتمييزه من الْحسن والْحسين، لأن أُمَّهُمَا فاطمة بنت النَّبِي وَأُمّ مُحَمَّد امرأة من بني حنيفة انظره في كتاب "صور من حياة التَّابعين" للمؤلف، النّاشر دار الأدب الْإسلامي.
(٣) سورة الْفجر: من الآية ٢٧ الآية ٢٧ - ٣٠.
(*) للاستزادة من أخبار عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ انظر:
١ - جامع الأصول: "الْجزء الْعاشر باب فضائل الصّحابة".
٢ - الْإصابة: ٢/ ٣٣٠ أو "التّرجمة" ٤٧٨١.
٣ - الاستيعاب "بهامش الْإصابة": ٢/ ٣٥٠.
٤ - أَسْدُ الْغابة: ٣/ ٢٩٠.
٥ - صفة الصّفوة "الطّبعة الْحلبية": ١/ ٧٤٦.
٦ - حياة الصّحابة: "انظر الْفهارس فِي الْجزء الرّابع".
٧ - الأعلام ومراجعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>