للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِكَ مِنْ سَهْلِكَ وَجَبَلِكَ، وَرَقَّقَ قَلْبَكَ لِلْإِسْلَامِ).

فَعُرِفَ بَعْدَ ذَلِكَ بِزَيْدِ الْخَيْرِ …

ثُمَّ مَضَى بِهِ الرَّسُولُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَلَفِيفٌ (١) مِنَ الصَّحَابَةِ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْبَيْتَ طَرَحَ الرَّسُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لِزَيْدٍ مُتَّكَأً، فَعَظُمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّكِئَ فِي حَضْرَةِ الرَّسُولِ وَرَدَّ الْمُتَّكَأَ، وَمَا زَالَ يُعِيدُهُ الرَّسُولُ لَهُ وَهُوَ يَرُدُّهُ ثَلَاثًا.

وَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِهِمُ الْمَجْلِسُ قَالَ الرَّسُولُ لِزَيْدِ الْخَيْرِ:

(يَا زَيْدُ، مَا وُصِفَ لِي رَجُلٌ قَطُّ ثُمَّ رَأَيْتُهُ إِلَّا كَانَ دُونَ مَا وُصِفَ بِهِ إِلَّا أَنْتَ) … ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا زَيْدُ)؟.

قَالَ زَيْدٌ: أَصْبَحْتُ أُحِبُّ الْخَيْرَ وَأَهْلَهُ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِ …

فَإِنْ عَمِلْتُ بِهِ أَيْقَنْتُ بِثَوَابِهِ، وَإِنْ فَاتَنِي مِنْهُ شَيْءٌ حَنَنْتُ إِلَيْهِ.

فَقَالَ : (هَذِهِ عَلَامَةُ اللَّهِ فِيمَنْ يُرِيدُ … ).

فَقَالَ زَيْدٌ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي عَلَى مَا يُرِيدُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ …

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّبِيِّ وَقَالَ لَهُ:

أَعْطِنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَمِائَةِ فَارِسٍ، وَأَنَا كَفِيلٌ لَكَ بِأَنْ أُغِيرَ بِهِمْ عَلَى بِلَادِ "الرُّومِ" وَأَنَالَ مِنْهُمْ.

فَأَكْبَرَ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ هِمَّتَهُ هَذِهِ، وَقَالَ لَهُ:

(لِلَّهِ دَرُّكَ (٢) يَا زَيْدُ … أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ؟!).


(١) لفيفٌ: جمعٌ.
(٢) لله درك: كلمة تقال للإعجاب، ومعناها: ما أكثر خيرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>