على حدود الصرود وأما أهل الجروم فلا يزالون ولا ينقلبون بل يترددون فيها لهم من النواحي ولهم من العدة والبأس والقوة بالرجال والدواب والكراع ما يستصعب على السلطان أمرهم إذا أراد أن يخيفهم. ويزعم ابن دريد أنهم
من العرب وأنهم من لد كرد بن عمرو بن عامر في حماسته وأبو بكر محمد ابن الحسن بن دريد ممن يستنبط علوم العرب وأخبارها محتج به ومسلم له ما يدعيه وهم أصحاب أغنام ورماك والإبل فيهم قليلة وليس للأكراد خيل عتاق إلا عند المازنجان المقيمين بحديد أصفهان وأما دوابهم فبراذين ومهاري وهم على حسن حال ويسار ومذاهبهم في القني والنجعة مذاهب العرب ويقال أنهم يزيديون على مائة حي وذكرت نيفاً وثلاثين حياً.
وقال في فارس أيضاً: فأما زيهم ولباسهم وأحواله فالغالب على خلقهم النحافة وحفة الشعر وسمرة اللون وأهل الصرود أعبل أجساماً وأكثر شعوراً وأشد بياضاً ولهم ثلاثة ألسنة الفارسية التي يتكلمون بها. وجميع أهل فارس يفقهونها ويكلم بعضهم بعضاً بها إلا ألفاظاً تختلف لا تستعجم على عامتهم ولسانهم الذي به كتب العجم وأيامهم ومكاتبات المجوس فيما بينهم هو الفلهوية التي تحتاج إلى تفسير حتى الفارسي ولسان العربية الذي به مكاتبات والدواوين وعامة الناس وأما زيهم فكان السلطان زيه الأقبية وقد تلبس سلاطينهم الدراريع وإن كانوا فرساً ومن لبس الدراريع منهم أوسع فروجها وعرض جرباناتها وجيوب الكتاب والعمائم تحتها القلانس المرتفعة ويحملون السيوف بحمائل وفي أوساطهم المناطق وخفافهم عن خفاف أهل خرسان وقد تغير زي سلطانهم في وقتنا هذا لأن الغالب على أصحابه لبس الديلم وقضائهم يلبسون الدنيات وما أشبها من القلانس المشمرة عن الإذنين مع الطيالسة والقمص والجباب ولا يلبسون دراعة ولا خفاً بكسرة ولا قلنسوة حتى تغطي الإذنين وكتابهم يلبسون ملابس كتاب العراق ولا يستعملون القباء ولا الطيلسان وتناؤهم بين لبس كتاب والتجار من الطيالسة والأردية والأكسية التونسي والخز والعمائم والخف التي لا كير فيها والقمص والجباب والمبطنات ويتفاضلون في جودة الملابس والزي واحد كزي أهل العراق والغالب على أخلاق ملوكهم وخدمهم والبناء منهم والمخالطين للسلطان من عمال الدواوين والداخلين عليهم واستعمال المروة في أحولهم وإقامة الوظائف والطابخ وتحسين الموائد بالمطاعم وكثرة الطعام وإحضار الحلوى والفواكه قبل الموائد والنزاهة عما يقبح به