له: وبصاحب فلان ما فعلت هذا الانقباض لقد خرج وهو لا يبصر ما بين يديه حنقاً فقال: على به فلحقني كتابه وقد بث جماعة في طلبي في الطريق التي قصدت له فقال إن الشيخ تألم من خروجك بغير إذنه وعرفناه ما ظهر لنا منك فأنفذها لردك فقلت: والله لقد رأيت ملوك الدنيا وأكثرهم ممن تحت أيديهم الآلاف من الناس على اختلاف أطوارهم وتباين أحوالهم وهم قطب الصلف فما رأيت رجلاً أكثر زهواً وبأواَ وأقبح صلفاً منه فقال: وحق له ذلك هذا رجل أعتل في سنة ٤٨ على خفيف عليه منها فأوصى فبلغ ثلث ماله مع شيء واستزاده على الثلث لأنه لا وارث له بألف ألف دينار مركب قائم بنفسه وآلته ووكيل معلوم ما عنده وتحت يده بالحسابات الظاهرة والمقبوض المعروفة المعلومة من جهاتها وأوقاتها إلى بربها ومتاع من جوهر وعطر في خانباراته ومخازنه وقل مركب خطف له إلى ناحية من نواحي الهند أو الزنج أو الصين فكان له فيه شريك أو كري إلا على حسب التفضل على المحمول بغير أجره فافحمني قوله وعدت إليه فاعتذر مما كان وهذا وإن زاد على الثلث فلعله أوصى بنصف ماله فما سمعت أن أحداً من التجار ملك هذا المقدار ولا تصرف فيه ولا من وديعة سلطان لأنها حكاية إذا اعتبرت كالخرافات يستوحش من حكاها منها.
وكثيراً ما يتعرض المؤلف لخصائص سكان البلاد وعاداتهم ومن ذلك ما ذكر في فارس من أن الأكراد في عهده كانوا يحكمون ويجبون خراجها وأنهم تغلبوا على الجزيرة وأرمينية مما دل على أنهم هناك الآن منذ عهد ليس بطويل وأن معظمهم كانوا في بلاد فارس وما ندري ما طرأ من الأحوال حتى انتشروا في هذا القسم من البلاد العثمانية اليوم فقد قال المؤلف: وأما أحياء الأكراد بفارس فلاكورمانية ومدثر وحي محمد بن بشير والبقيلية والبندامهرية وحي محمد بن إسحاق والصباحية والإسحاقية والأدركانية والهركية والطماهنية والزبادية والشهروية والبندادقية والخسروية والزنجية والصفرية والشهارية والمهركية والإستامهرية والشاهونية والفراتية والسلمونية والصيرية والأزاددخثية والبرازدختية والمطلبية والممالية والشاهكانية والجليلة فهؤلاء المشهورون ولا يتهيأ تقصيهم إلا من ديوان الصدقات ويزيدون على خمسمائة ألف بيت ويخرج من الحي الواحد ألف فارس وأقل من ذلك وأكثرهم ينتجعون في الشتاء والصيف المراعي إلا القليل منهم