للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بردي قد توجّها إلى حماة ففرّ منهما جانم الذي من جهة شيخ فغَلبا عليها، ووصل مقبل الروميّ إلى نوروز بحماة -ومعه تقليدٌ بنيابة الشام- فلبس الخلعة.

وفي سابع عشر جمادي الآخرة قَبض سنان نائب قلعة صفد على ألطنبغا العثماني فوصل علَّان من جهة شيخ فغلب على صفد، فشار عليه أَهْل صفد -لمّا بلغهم خبر غزة- ففرّ إلى دمشق فدخلها، وتوجه أَبو شوشة صديق التركمان من صفد بطائفة فكبسوا مَن كان نائبا بها من جهة شيخ فهربوا إلى دمشق.

وفي رابع عشريه برز شيخ إلى برزة (١) بعساكره قاصدًا حماة، وقدم دمرداش إلى حماة نجدةً لنوروز ومعه عساكر حلب وطوائف من التركمان والعرب وشيخٌ يحاصر حماة، فلما بلغه قدومهم تَرك وطاقه وأَثقاله وتوجّه إلى ناحية العربان، فرجع شيخ بأَصحابه عليهم فاشتدّت الحرب بينهم وقُتل جماعة وأُسِرَ آخرون، وكُسِرت أَعلام دمرداش وأُخذت طبلخاناته ونزل شيخ على نقرين واستمر في حصار حماة.

* * *

وأَما دمشق فإن سودون المحمّدي بعد أَن استماله نوروز بعث به إلى دمشق بعد أَن عاث في بلاد صفد وصادر من أَهل قراها، وكان جقمق -دويدار شيخ بدمشق- قد وزَّع على القرى والبساتين مالًا لينفقه على عسكر أُستاذه، فزحف المحمدي إلى داريا في سابع رمضان فقاتله الشيخية، منهم: ألطنبغا القرمشي ومَن معه؛ وفي أَثناء ذلك تقدّم سودون بقجة وإينال المنقار مددًا للشحنة فَتَقَنْطر المحمدي عن فرسه فأَركبوه وتفرّق جمعه ولحقوا بنوروز، وقُبض على نحو الخمسين من أَصحابه، وقدم شاهين دويدار شيخ يستحث على استخراج المال، وتأَهَّبَ سودون بقجة للتوجّه إلى صفد نيابةً عن شيخ، وكتب شيخ إلى الناصر كتابًا يخدعه فيه ويعلمه أَن نوروز يريد الملك لنفسه ولا يطيع أَحدًا أبدًا، ويقول (٢) عن نفسه


(١) قرية من قرى غوطة دمشق.
(٢) الضمير هنا عائد على شيخ وليس على نوروز.