وفيها قدم عليه تمربغا المشطوب من حلب، وشرع نوروز في بيع الغلال التي كان أَعدّها بقلعة دمشق.
وفى الرابع عشر منه نزل قبةَ يلبغا وسار إلى شعشع فلقى بها شيخًا -وهو يومئذ في نفرٍ قليل وقد تفرّق أَصحابه- فالتقيا فتقاتلا فانكسر نوروز، ويقال كان معه أَربعة آلاف نفسٍ ولم يُمْسِ مع شيخ سوى ثلاثمائة نفس، وركب شيخ أَقفيتهم، فدخل نوروز دمشق في الثاني عشر من صفر مجتازًا، وأَعقبه شيخ فدخل دمشق بغير قتال ودخل دار السعادة ونادى بالأَمان، ولبس خلعة النيابة التى وافتْه من السلطان بعد أَن سار إلى قبة يلبغا، فركب من ثم وركب معه القضاة والأَعيان ومن جملتهم نجم الدين بن حجّي بقضاء الشافعية، وقبض على جماعةٍ من النوروزية وأَفرج عن جماعةٍ من المسجونين.
وجهز بكتمر جلق ودمرداش لحرب نوروز فنزلا في عسكره في أَواخر صفر قاصدين حلب، وكان نوروز لمَّا انهزم استصحب معه يشبك الموساوي أَسيرًا فسجنه بقلعة حلب؛ ثم اختلف نوروز وتمريغا المشطوب، فصعد تمربغا القلعة وأَطلق الموساوي، وكان المشطوب تلقَّى نوروز وأَكرمه وقام له بما يليق به، وأَشار عليه بالطاعة للسلطان وأَن يرسل له يطلب الأَمان، فامتنع من ذلك ورحل عن حلب إلى جهة ملطية، فقدم الموساوي دمشق في أَواخر صفر يريد القاهرة، ثم أَطْلق شيخ جماعة من المسجونين الأُمراء وغيرهم، وظهر جماعةٌ ممن كان اختفى منهم.
* * *
وفى ربيع الآخر قُبض على ناظر الجيش تاج الدين بن رزق الله وعلى أَخيه وصودرا على ستة آلاف دينار، وصودر المحتسب على أَلف دينار؛ واستقر في نظر الجيش علم الدين ابن الكويز، وفى ديوانِ شيخ صلاحُ الدين بن الكويز، وشهاب الدين الصفدي في كتابة السرّ بدمشق، وشهابُ الدين الباعوني في الخطابة بالجامع الأمويّ، وفى الأَستادارية بدر الدين بن محب الدين فبسط يده في المصادرة، فأَخذ من ابن المزلَّق خمسة آلاف