للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٨ - عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك جمال الدين أَبو المعالي الهندي السعودي الأَزهرى المعروف بالحلّاوى، بمهملة ولام خفيفة، أُسْمِع الكثيرَ من يحيى بن يوسف المصرى (١) وأحمد بن علي المتبولى وإبراهيم بن علي الخيمي (٢) وجمعٍ جمٍ من أَصحاب النجيب وابن علاف وابن عبد الدايم فأَكثر، وكان ساكنًا خيّرًا صبورًا على الإسماع قلَّ أَن يعتريه نعاس، قرأتُ عليه "مسند أَحمد" في مدةٍ يسيرةٍ في مجالس طوالٍ، وكان لا يضجر.

وكان جدّه الشيخ مباركُ معتقدًا، فبنى له بالأبارين بقرب الجامع الأَزهر زاويةً يسكن فيها أَولاده، وكانت موعدًا لإسماع المشايخ فلذلك كثرت سماعاتُ شيخنا، وأَكثر ما حدَّث به عن أصوله، وفى الجملة لم يكن في شيوخ الرواية من شيخوخنا أحسنَ أداءً ولا أصغى للحديث منه، مات في صفر وقد قارب الثمانين لأَنّ مولدَه في وسط سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة.

٩ - عبد الله بن عمر المدني التَّواتِي (٣)، كان من أَهل الخير والصّلاح وأَقام بالمدينة مجاورا إلى أن مات، وكان يتردّد إلى مصر والشام. مات بالقاهرة.

١٠ - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إدريس بن نصر النَّحْرِيري، جمال الدين المالكي، وُلد سنة أَربعين واشتغل بالعلم بدمشق وبمصر، وحَصَّل وسمع من الظهير بن العجمي وشمس الدين محمدِ بن حسن الأَنفى وغيرِهما، ثم ناب في الحكم بحلب، ثم ولى قضاء حلب سنة سبع وستين فبعث إلى القيام مع ابن أَبي الرضا على الملك الظاهر، وقدم مرسوم الظاهر إلى حلب بإمساكه، وذلك بعد أَن رجع الظاهر من حلب بعد قتل الناصري، فأَحسّ بذلك فخشى منه فهرب إلى بغداد فأَقام بها على صورةِ فقير، فلم يزل


(١) راجع ابن حجر: الدرر الكامنة ٤/ ٥٠٥٦.
(٢) راجع ابن حجر: الدرر الكامنة ١/ ١٢٥.
(٣) الضبط من الضوء ٥/ ١٥٠.