للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البكري المعروف بابن قبيلة (١)، مات بدهروط في شهر رمضان وهو يصلي الصبح.

وقرأْتُ (٢) بخط ابن القطان وأخبرنيه إجازة قال: "سمعت الشيخ يحيى الجزولي المالكي يقول: سمعت الشيخ شهاب الدين عبد الوارث البكري يقول: كان بيني وبين الشيخ ناصر الدين وقفة، فرأَيتُ النبي في المنام فقال لي: اصطلح مع محمد البكري، فسافرتُ في البر واصطلحت معه"، قلت (٣) واتفق أَن ماتا في شهرٍ واحد.

٣٨ - محمد بن محمد بن أَحمد بن الصفى الدمشقي، ناصر الدين بن العتّال الحنفي الحاسب، كانت لأَبيه رواية عن الحافظ الضياء، ونشأَ هو في طلب العلم فسمع الحديث وتمهر في الفقه، واشتغل وبرع في الحساب وأَتقن المساحة إلى أَن صار إليه المنتهى في ذلك والمرجع إليه عند الاختلاف، ولم يكن بدمشق من يدانيه في ذلك، وكان يُقصد للاشتغال عليه فيه (٤)، ثم إنه ترك ذلك بآخرة وأَقبل على التلاوة، وكان مأذونا له بالإفتاء، ولوالده روايةٌ عن الحافظ، الضياء، ومات هو سنة أَربع وسبعين، ومن شعره وهو نازل:

حَدِيثُك لي أحْلَى منَ المنِّ والسَّلْوَى … وذكرُك شغلي في السريرة والنجوى

سلبْتَ فؤادي بالتجنِّي (٥) وإنني … صبور (٦) لما أَلقى وإن زادت البلوى

٣٩ - محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد (٧) العزيز بن رضوان، شمس الدين الموصلي، نزيل دمشق، وُلد على رأس القرن وكتب بخطه "سنة تسع وتسعين"، وكتب الخط المنسوب، ونظم الشعر فأَجاد، وكان أَكثر مقامه بطرابلس، ثم قدم دمشق وولي (٨) خطابة جامع يلبغا يسيرًا وتصدر بالجامع الأموي قال العثماني صاحب تاريخ صفد: "رافقته إلى دمشق سنة إحدى وخمسين وسبعمائة". وكان لما استقر بدمشق حصّل وظائف فعوند فيها فقنع مما تيسر، وصار يتّجر في الكتب فخلّف تركة هائلة تبلغ ثلاثة آلاف دينار؛ وشرح "نظم


(١) في ظ، ع "قتيلة" وهي غير منقوطة في ز، وقد أثبت ما بالمتن بعد مراجعة الدرر الكامنة ٤/ ٣٣٠ و (ق) ٤/ ٤١٩٤.
(٢) في ظ، ل، ع، ز "ورأيت" وفي الدرر الكامنة، "قرأت بخط ابن القطان في ذيل الطبقات له"، ولم يشر ابن حجر إلى أن ابن القبطان أجازه إياه.
(٣) مقول القول هنا عائد على ابن حجر نفسه.
(٤) أي في فن المساحة.
(٥) في ظ، ع، ز، هـ "بالتمني".
(٦) "صبرت" في جميع النسخ المتداولة هنا ما عدا ظ، والدرر الكامنة ٤/ ٤٤٧، والشذرات ٦/ ٢٣٦.
(٧) "عبد العزيز" ساقط من ز.
(٨) وذلك حين شرع يلبغا في بنائه.