للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالتصوّف والعقليات، درّس بالأَسدية (١) وكان يسجّل على القضاة وإليه النظر على وقف جَدّه الصاحب شهاب الدين بن تقى الدين. مات في ذى الحجة.

٨٢ - محمد بن على بن محمد بن على بن ضِرْغام بن عبد الكافي البكري، شمس الدين أَبو عبد الله ابن سُكَّر - بضم المهملة وتشديد الكاف - الحنفي المصري نزيل مكة، ولد سنة ثماني عشرة وسبعمائة، وقال مرة: في ربيع الأَول سنة تسع عشرة، وطلب الحديث والقراءَات فسمع من ابن المصري وصالح بن مختار وعبد القادر الأَيوبى وجمْعٍ جمٍّ من أَصحاب النجيب وابن عبد الدائم ثم من أَصحاب الفخر ونحوه، ثم من أَصحاب الأَبرقوهي ونحوه، ثم من أَصحاب الحجار وهلم جرا إِلى أَن سمع من أَصاغر تلامذته، وجمع شيئًا كثيرًا بحيث كان لا يُذكر له جزءٌ حديثى إلَّا ويُخرج سنده من ثبته عاليًا أَو نازلًا، وذكر أَن سبب كثرة مروياته وشيوخِه أَنه كان إذا قدم الركب مكة طاف على الناس في رحالهم ومنازلهم يسأَل عمن له روايةٌ أو له حظٌ من علم فيأْخذ عنه مهما استطاع.

وكتب بخطه ما لا يُحصى من كتب الحديث والفقه والأصول والنحو وغيرها، وخطه ردئ وفهمه بطئ وأَوهامه كثيرة، سمعت منه بمكة وقد أَقرأَ القراءَات بها، وكان كثير التخيّل جدًا وتغيَّرَ بآخره تغيرًا يسيرًا، وكان ضابطًا للوفيات محبًا للمذاكرة. مات في صفر.

٨٣ - محمد (٢) بن على بن يعقوب النابلسي الأَصل، شمس الدين نزيل حلب، وُلد سنة بضع وخمسين وكان فقيهًا مشاركًا في العربية والأُصول والميقات، وكان قد حفظ أَكثر "المنهاج" و "التمييز" للبارزي وأَكثر "الحاوي" و "العمدة" و "الشاطبية" و "التسهيل" و "مختصر ابن الحاجب" و "منهاج البيضاوي" وغيرها وكان يكرّر عليها.

قال البرهان المحدِّث بحلب: "كان سريع الإِدراك وكان محافظًا على الطهارة سليم اللسان


(١) من مدارس الشافعية بدمشق، راجع عنها النعيمي: الدارس ١/ ١٥٢ وما بعدها.
(٢) لم يدرج ابن حجر في ظ هذه الترجمة بين من ترجم لهم وإنما وضعها في جزازة بين ورقتى ١٤٦ ب، ١٤٧ أ.