للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩ - عبد اللطيف بن محمد بن على بن سالم المكي الأَصل ثم الزبيدي، مشدّ زبيد، وليها عشرين سنة ونَمّى الأموال وكان شديد الوطأَة. مات في ذي القعدة وله سبعون سنة، وكان مع ذلك عالي الهمة قوى الحرمة.

٢٠ - على بن صلاح الدين محمد بن زين الدين محمد بن المنجا بن محمد بن عثمان الحنبلي التنوخي، علاء الدين قاضي الشام، تقدم في العلم إلى أَن صار أَمثل فقهاء الحنابلة في عصره فضلا وصيانة وديانة، وناب عن ابن قاضى الجبل واستقل بالقضاء سنة ثمانٍ وثمانين بعد موت ابن التقى، ثم صُرف مرارًا وأُعيد إلى أَن مات معزولًا في رجب بالطاعون، ولم يكن للحنابلة في عصره أَمثل منه رياسة ونبلًا (١) وفضلًا.

٢١ - علي بن محمد بن محمد بن أَبي المجد بن على الدمشقي، سبط القاضي نجم الدين الدمشقى ويعرف بابن الصايغ وبابن خطيب عين ثرماء (٢)، وكان أَبوه إمام مسجد الجوزة (٣) بدمشق فيقال له "الجوزي" لذلك.

وُلد في ربيع الأَول سنة سبع وسبعمائة، وسمع من ابن تيمية والقاسم بن عساكر وإسحق الآمدي وعلى بن المظفر الوداعى (٤) ووزيرة والحجار ومحمد بن مشرف في آخرين تفرّد بالسماع منهم. وخرّجْتُ له عنهم مشيخة، وأَجاز له في سنة ثلاث عشرة التقى سليمان والمطعم والدشتي وابن سَعد وابن الشيزارى، وظهر سماعه للصحيح بآخره من ست الوزراء فقرءوه عليه بدمشق، ثم قدم إلى القاهرة فحدّث به مرارًا.

قرأْت وسمعْت عليه سنن ابن ماجة، ومسند الشافعي، وتاريخ أَصبهان، وغير ذلك من الكتب الكبار والأَجزاء الصغار فأَكثرت عنه.


(١) راجع ابن طولون: قضاة دمشق، ص ٢٨٦؛ والنعيمي: الدراس في تاريخ المدارس، ٢/ ٤٦.
(٢) هى قرية فى غوطة دمشق كما ذكر صاحب مراصد الاطلاع ٢/ ٩٧٧ وانظر أيضًا.
Le Strange: Palestine Under The Moslems، p. ٣٨٧
(٣) راجع عنه النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ٤٢٨ - ٤٢٩.
(٤) انظر عنه شذرات الذهب ٦/ ٤٩.