للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم رحل إلى آمد فحاصرها إلى أن ملكها وفعل بها نحو ذلك، ثم توجّه إلى خلاط ففعل بها نحو ذلك.

وسبب (١)، رجوعه إلى (٢) البلاد الشامية أنه بلغه أن طقتمش خان - صاحب بلاد الدشت والسراى وغيرهما - مشى على بلاده فانثنى رأيه فقصد تبريز، وصنع في بلاد الكرج عادته في غيرها من البلاد، ثم رحل راجعا إلى تبريز فأقام بها قليلا، ثم توجّه قاصدًا إلى طقتمش خان صاحب السراي والقفجاق؛ وكان طقتمش خان قد استعدّ لحربه فالتقيا جميعا ودام القتال، وكانت الهزيمة على القفجاق والسراى فانهزموا وتبعهم الجقطاى في آثارهم إلى أن ألجأُوهم إلى داخل بلادهم، وراسل اللنكُ صاحبَ سيواس القاضي برهان الدين أحمد يستدعى منه طاعته فلم يجبه، وأرسل نسخة كتابه إلى الظاهر صاحب مصر وإلى أبي يزيد ملك الروم.

وفى (٣) رجب غلب على سائر القلاع وتوجّه في ذى القعدة إلى جهة بلاده وأمر بسجن الظاهر في مدينة سلطانية، وفى غضون ذلك خرج من حلب أميران مقدّمان ومعهما نحو ألف فارس لحفظ الرّها، فوجدوا اللنكية فتحوها، فوقع بهم جمع كبير من اللنكية فحصل بينهم وقعة انهزم فيها اللنكية وقتل منهم جمع عظيم، وصادف ذلك رحيل اللنكية عن الرها، ورجع عسكر حلب بالأسرى ورءُوس القتلى، ووصل الخبر بذلك إلى الظاهر [برقوق] في ربيع الأول ففرح به وأخذ في التجهيز بالعسكر المصرى، فخرج في ربيع الآخر وصحبته في هذه السفرة الشيخ سراج الدين البلقيني والشيخ شهاب الدين بن الناصح وأبو عبد الله الكركي والشيخ محمد المغربي والشيخ إبراهيم بن زقاعة وغيرهم.

* * *

وفيها وصلت رسل تمرلنك إلى الظاهر تتضمّن الإنكار على إيواء أحمد بن أُويس والتهديد إن لم يُرسَل إليه، فجهز السلطان إليهم مَن أهلكهم قبل أن يصلوا إليه، وأُحْضِر إليه ما معهم من الهدايا، وكان فيها أُناسٌ بزيّ المماليك فسألهم السلطان عن أحوالهم فقالوا له إنهم من


(١) من هنا حتى نهاية ص ١٧ غير وارد في ظ.
(٢) في ز "عن".
(٣) العبارة من هنا حتى السطر السابع عشر غير واردة في ل.