للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثاني رجب وقد قارب الثمانين فإن مولده سنة سبع وتسعين، وكان قد انقطع قبل موته بمنزله مدة يسيرة.

٦ - أيْدُمُر (١) بن عبد الله الشيخي، عز الدين، نائب حماة، وليَها مرارًا (٢) ومات في هذه السنة بحلب نائبًا.

٧ - أَبو بكر بن رسلان بن نَصِير (٣) البلقيني، أخو شيخنا سراج الدين، كان على طريقة والده بزيّ أَهل البر وكان يتردد إلى أخيه بالقاهرة وهو أَسنّ منه بقليل فقدِّر أَنه قدم في هذه السنة ليزوج ولده جعفرًا فمرض فمات عند الشيخ فأَسف عليه كثيرًا لأَنه مات في غربةٍ وهو شقيقه فصار يقول: "ذهب أَبو بكر فيذهب عمر"، هذا أَو معناه، فبينا هو في هذه الحالة إِذْ سمع قارئا يقرأ ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ (٤)، فعاش بعد أَخيه اثنتين وثلاثين سنة. وقد أَنجب أَبو بكر هذا أولادًا نبغ منهم أَبو الفتح بهاء الدين بن رسلان (٥) فمهر وأَفتى ودرّس وناب في الحكم، وكان شكلا حسنًا كثير النفع للطلبة مع التواضع والتودد، وهو أَول أَولاده وفاة؛ ومنهم جعفر (٦) وكان فقيها فاضلا ديِّنا (٧) متواضعا، ناب في الحكم وولي قضاء بعض البلاد كسمنّود، ومنهم ناصر الدين (٨) كان يحفظ. "المحرر" للرافعي وناب في الحكم بعد أَن كتب في التوقيع مدة، ومنهم شهاب الدين وكان يعرف بالعُجَيْمِي (٩) ولي قضاء المحلة مدة طويلة.

٨ - أَبو بكر بن محمد بن أَحمد بن عبد القاهر النصيبي (١٠) ثم الحلبي، شرف الدين،


(١) راجع تاريخ البدر للعيني ورقة ٨٥ أ، وكذلك الدرر الكامنة ١/ ١١٢٤.
(٢) الوارد في الدرر، أنه وليها مرتين، أما النجوم الزاهرة ١١/ ٦، ٢٥، ٥١، ١٢٢ فتشير إلى أنه وليها عدة مرار، منها واحدة في شوال ٧٦٢ حتى ٧٦٤ هـ، ثم عاد إليها في نفس السنة وظل بها حتى مات، لكنه في المنهل الصافي، ١/ ٢٨٩ أ يقول إنه كان قد توجه إلى حلب بطالا ثم أنعم عليه بتقدمه ألف فدام على ذلك إلى أن مات سنة ٧٧٣ هـ.
(٣) الضبط من الضوء اللامع للسخاوي، ج ١ ص ٢٥٣.
(٤) سورة الرعد: ١٧.
(٥) السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ١٤٩.
(٦) السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٢٨٠.
(٧) في ز "أديبا".
(٨) السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٤٠٤.
(٩) الضبط من الضوء اللامع ١/ ٢٥٣.
(١٠) هكذا أيضا في الدرر الكامنة ١/ ١٢٢٥، وذكره العيني في تاريخ البدر، ورقة ٨٥ ب باسم "النصيبيني".