وفيه أمر السلطان الدويدار وكاتب السرّ أن يتكلما في الأوقاف الحكمية لما بلغه من تخريب الأوقاف، فأمر نصر الله بن شُطَيّة - كاتب المرتجع - باسترجاع الحساب من مباشرى الأوقاف، وألزمهم بعمل حساب المودع مدة عشر سنين.
وفى تاسع عشر جمادى الآخرة استقر كمشبغا أتابكا بموت إينال اليوسفى، واستقر أيتمش رأس نوبة.
* * *
وفي رجب ثار جماعة من المماليك على محمود الأُستادار وطالبوه بالكسوة والنفقة ورجموه من الطباق وضربوا بعض مماليكه بالدبابيس وأرادوا قتله فمنعه منهم أيتمش.
وفيها عزل ابن قايماز عن الوزارة واستقر عوضه تاج الدين بن أبي شاكر واستقر ابن قايماز في الأستادارية كسرًا لشوكة المماليك، ثم أنفق محمود على المماليك وكساهم فأُعيد إلى وظيفته في نصف شعبان، وكان ذلك أول وهن دخل عليه.
* * *
وفى شعبان قدم عنان بن مغامس أمير مكة وشريكه على بن عجلان، فقَعَد عليّ - لصغر سنه - تحت عنان، فرفعه السلطان على عنان ثم خلع عليه في رمضان وأفرده بالإمرة واعتقل عنانًا بالقاهرة.
* * *
وفي رمضان شكى تاج الدين النصراني - معلِّم أولاد كريم الدين بن مكانس الكتابة - أنه مختف في بيته (١) فأَرسل معه بكلمش الأميرُ آخور جماعةً من الوجاقية، فدقَّ التاجُ الباب فخرج إليه ابن مكانس فقال له من هذا فقال:"تاج" ففتح له مطمئنا به لكثرة دخوله عليه، فهجم عليه الأوجاقية فحوّلوه إلى بكلمش فعرضه على السلطان، فأمر الوالي بتسلُّمه، فخاف تاج أن يتخلَّص ابن مكانس فأسلم على يد بكلمش ولبس بالجندية وخدم عنده شادا في بعض بلاده.