للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ابتدأَ الأَمير أَيتمش بإنشاءِ مدرسته التي بالقرب من القلعة.

* * *

وفى صفر عَزل القاضي الحنفى بدمشق نوابه بسبب بدر الدين القدسي، ثم أَعاد واحدا منهم وهو تقي الدين الكفرى فشاع الخبر أَن النائب تعصّب للكفرى وكاتب فيه ليلى القضاءَ استقلالًا، ثم وصل الخبر بذلك واستقر في ربيع الأَول.

وفيها أَراد جماعة القيام على السلطان ونَزْعه من الملك وساعدهم على ذلك الخليفة المتوكل وغيره، فبلغه (١) ذلك فأَمسك الخليفةَ وسجنه وخلعه من الخلافة وفوّضها لقريبه عمر بن إِبراهيم بن الواثق، ورتَّب له ما كان للمتوكِّل ولُقِّب الواثق أَو المستعصم، وسُمّر قرط بن عمير الكاشف وإبراهيم بن قطلقتمر وغيرهما.

وكان الذي نمّ عليهم بذلك صلاح الدين محمد بن محمد بن تنكز وأَخبره بأَنهم اتفقوا مع الخليفة وجمعوا ثمانى مائة نفس، واتفقوا (٢) على قتل السلطان إِذا نزل للعب الكرة بالميدان، وقيل إِن بدر بن سلام كان وافقهم على ذلك، فأَرسل السلطان لما سمع بذلك إِلى سودون النائب فأَخبره بما قيل، فبرّأَهم من ذلك وقال إِن الخليفة رجل عاقل لا يصدر منه شيء من ذلك، فأَمر السلطان بإِحضاره وإِحضار قرط وإِبراهيم بن قطلقتمر، فقرّرهم على ما بلغه فأَنكروا، فشدّد على قرط وهدّده فأَقر.

فالتفت [السلطان] إِلى الخليفة وقال: "ما يقول هذا؟ " قال: "يكذب". ثم قرر السلطان إِبراهيم بن قطلقتمر فأَقرّ بنحو ما أَقرّ به قرط، فسأَل [برقوق] الخليفة فأَنكر، فجعل إِبراهيم يحاققه ويذكر إِمارات وهو مصرّ على الإِنكار إِلى أَن غضب السلطان وسلّ السيف وأَراد ضرب عنقه، فحال بينهما سودون النائب.

ثم أَمر [السلطان] بتسمير الثلاثة فقال له سودون: "متى سمّرنا الخليفة رجمتنا العامة"، فوافقه بعض مَن حضر.

ثم عُقد مجلس بالعلماءِ والقضاة فلم يصرّح أَحد منهم بوجوب قتل أَحد من المذكورين


(١) يعنى بذلك السلطان.
(٢) في ز "وتواعدوا".