للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يحضر يلبغا - وهو إذ ذاك صاحب المملكة -: "يحضر هو أو وكيله"، فلما وقف عليها يلبغا (١) عظم قدره عنده؛ ويقال إن ذلك كان بطريق الامتحان من يلبغا، وأنه لما جاءه الرسول قال له: "قل له إلى أصالح غريمي" فقال له الرسول: "والله ما أقدر إلَّا أن يروح معى الوكيل أو الغريم فيقول قد أرضيت" فأعجبه ذلك، ودفع للرسول ألف درهم وأرسل للقاضي ذهبًا وبغلة. فرد ذلك فاشتدّ اغتباطه به واعتقاده فيه.

وكان في سمعه ثقل بآخره ولذلك يقال له "الأطروش". مات في عاشر (٢) ربيع الأول.

٣٥ - محمد بن محمد بن ناصر بن أبي الفضل الفراء، الحمصي ثم الحلبي المعروف بابن رباح (٣) ويعرف أيضا "بالقيم" و "بالفقيه". ولد بحمص سنة ست وسبعمائة وكان يحفظ القرآن ويتعانى التجارة في الفراء، وكان مشكورًا في صناعته. وحدث بصحيح البخاري عن ابن الشيخة، وكان سماعه منه سنة سبع عشرة بحمص، ومات في جمادى الآخرة في هذه (٤) السنة.

٣٦ - محمد بن محمد بن الكامل ناصر الدين. مات في رمضان بدمشق.

٣٧ - محمد بن محمد بن يوسف المرداوى، شرف الدين الحنبلي، سبط القاضي جمال الدين؛ وُلد قبل الأربعين وأخذ عن جده وتخرّج بابن مفلح وسمع الحديث من جماعة، ولم يكن بالصَّيِّن. مات في ربيع الآخر.

٣٨ - محمد بن النظام (٥) محمود جلال الدين إمام منكلي بغا، كان عارفًا بالفقه والأصول والعربية والنظم.

أخذ عن بهاء الدين الإخميمي وأبي البقاء، وتصدَّر بالجامع وكان بزيّ الجند. مات في رمضان وكان يعرف قديما "بابن صاحب شيراز"، وحفظ "الحاوى" الصغير وغير ذلك.

٣٩ - مفتاح التقوى السبكي، مولى زين الدين عبد الكافي، والد تقي الدين السبكي.


(١) عبارة "عظم قدره … ... الامتحان من بليغا" ساقطة من ز.
(٢) في ز، هـ "ثامن".
(٣) راجع الدرر الكامنة ٤/ ٦٤١، وشذرات الذهب ٦/ ٢٨٥.
(٤) أي في سنة ٧٨٤ هـ.
(٥) في ك "المقام".