للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عمره على إبراهيم وعبد الرحمن وإسماعيل ابني صالح العجمي "عشرة الحداد" بسماعهم على يوسف بن خليل، وأُحضر على بيبرس العدمى وغيره، ورحل فسمع بالقاهرة "جزء ابن عرفة" على محمد بن إبراهيم بن معضاد، قال أنا النجيب. وسمع بها من محمد بن غالى وعبد المحسن بن الصابونى ويحيى بن المصرى وغيرهم واشتغل وبرع إلى أَن صار رأسًا في الأَدب والشروط، ثم انتقى وخرج وأَرخ وتعالى في تواليفه السجع، وكتب الشروط على القضاة وناب في الحكم، ووقع في الإنشاء وصنّف فيها. ونسخ "البخارى" بخطه، واشتهر بالأَدب فنظم ونثر وجمع مجاميع مفيدة، ثم لزم منزله بآخره مقبلًا على التصنيف والإفادة فمنها "درة الأَسلاك (١) في دولة الأَتراك" و "تذكرة النبيه، في أَيام المنصور وبنيه" وكل ما فيهما منثور.

وكان دمث الأَخلاق حسن المحاضرة جيد المذاكرة، وهو القائل:

وَلِي (٢) من بنات العُرب هيفاء قدُّها … متى لاح أخفى الوُرق (٣) في الورق الخُضْرِ

إذا مالَ منها الطرْف قال كنانة … يقول منادي خَدِّها: "يا بني النضر"

مات ضحى يوم الجمعة حادى عشرى شهر ربيع الآخر بحلب عن تسع وستين سنة، وهو والد الشيخ زين الدين طاهر، وقد ذَيّل على تاريخه.

١٧ - خديجة بنت أَحمد بن أَلطنباى المعروف أَبوها "بابن الحلبية" (٤): سمعَت من العماد البالسي وابن مشرف وهدية بنت عسكر وغيرهم وحدثتْ، وهى والدة شيخنا زين الدين عمر البالسى. ماتت بحلب.

١٨ - داود الكردى، أَحدُ من كان يُعتقد بدمشق، وكان لا يخالط. أَحدًا ولا يقطع التلاوة، ويتلو القرآن كلمةً كلمة ويتدبرها، ويقوم الليل ولا يخرج من جامع تنكز (٥) بدمشق إلَّا نادرًا مات في شوال.

١٩ - دنيا بنت الأَقباعى المغنية الدمشقية، اشتهرت بالتقدم في صناعتها فاستدعاها


(١) سماه أبو المحاسن في النجوم الزاهرة ١١/ ١٨٩ "تاريخ دولة الأتراك".
(٢) في ز "وبي".
(٣) في ز "الغصن".
(٤) في ز "الحلبة".
(٥) النعيمي: الدارس في تاريخ المدارس ٢/ ٤٢٥.