للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالتاريخ فجمع منه شيئًا كثيرًا، وصنف فيه كتبًا (١) وسمع من شيوخنا ومِمَّن قَبْلَهم قليلا كالطبردار وحدّث ببعض مسموعاته، وكان لكثرة ولعه بالتاريخ يحفظ كثيرًا منه، وكان حسن الصحبة، حلوَ المحاضرة، وحجّ كثيرًا، وجاور مرّات، وقد رأيت بعض المكيين قرأ عليه شيئًا من تصانيفه، فكتب في أوّله "نسبة إلى تميم بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي عبيد الله القائم بالمغرب قبل الثلاثمائة، والمعزّ هو الذي بُنِيَت له القاهرة، وهو أول من ملك من العُبيديين .. والله أعلم".

ثم إنه كشط ما كتبه ذلك المكّي من أوّل المجلّد

وكان في تصانيفه لا يتجاوز في نسبه عبد الصّمد بن تميم.

* * *

ووقفْتُ على ترجمة جدّه عبد القادر - بخط الشيخ تقي الدين بن رافع - وقد نسبه أنصاريا، فذكرتُ ذلك له، فأنكر ذلك عَلَى ابن رافع، وقال: "مِن أيْنَ له ذلك؟ "، وذكر لي ناصر الدين أخوه أنه بحث عن مستند أخيه تقيّ الدين في الانتساب إلى العبيديين، فذكر لي أنّه دخل مع والده جامع الحاكم فقال له وهو معه في وسط الجامع: "يا ولدي هذا جامع جدّك! ".

مات الشيخ تقي الدين في يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان (٢).

٢ - أحمد (٣) بن يوسف الخطيب الملقب "دُرَّابة" بضم المهملة وتشديد الراء وبعد الألف موحّدة، شهاب الدين، اشتغل قليلا، وجلس مع الشهود دهرًا طويلًا، وعمل توقيع الحكم،


(١) علق البقاعي في نسخة هـ على هذا بقوله: "ومن جملة كتبه المؤلفة في التاريخ كتاب عقد جواهر الأسفاط، وكتاب اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا، لكن ما وقفت عليهما"، ثم جاء تعليق آخر بخط لأحد قراء هذه النسخة واسمه محمد أمين: "وقفت من الكتب المذكورة على كتاب السلوك لدول الملوك في مجلدين يشتمل على الحوادث. والوقائع الكثيرة، وعلى كتاب درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة" في مجلدين، وهو يشتمل على أحوال كثيرة من الأكابر وغيرها، وعلى كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار في مجلدين وهو يشتمل على كثير من الفوائد لاسيما المتعلقة بأحوال الأبنية الواقعة بمدينة مصر، نفيس جدا بحمد الله تعالى. تملكت هذه الكتب الثلاثة المشتملة على مجلدات في سنة ٩٩٧ بالابتياع الشرعي. وأنا العبد الفقير محمد أمين السابقي".
(٢) جاء في هامش هـ بخط البقاعي: "في تعاليقي: سادس عشرين وهو الصواب فإن أوله الأحد كما تقدم"، على أنه أهمله في عنوان الزمان، أما النجوم الزاهرة جـ ١٥ ص ٤٩ فقد نصت على أن وفاته كانت يوم الخميس ١٦ رمضان، وهذا سهو قلم من أبي المحاسن الذي سار على تاريخه هذا ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ٧/ ٢٥٥، ذلك لأن أول رمضان حسب ما جاء في التوفيقات الإلهامية، ص ٤٢٣ كان السبت، وهذا أيضًا خطأ من التوفيقات إذ يتفق كل من السخاوي وأبي المحاسن على أن وفاته كانت يوم الخميس وعلى ذلك يكون الأحد أوله. وإلى جانب هذا فإن السخاوي يجزم بأن وفاته كانت يوم ٢٩ رمضان. غير أن أبا المحاسن يعود في تاريخه ٧/ ٢٧٨ فيخطئ العيني إذ يقول: "ووهم قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني في تاريخ وفاته فقال في يوم الجمعة ٢٩ رمضان".
(٣) نقل الضوء اللامع ٢/ ٧٠١ هذه الترجمة مكتفيا في ختامها بقوله: "ذكره شيخنا في إنبائه".