للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢ - على بن الحسن بن علي بن حسن بن حسين بن صالح، الشيخ نور الدين التلواني، مات في آخر يوم الخميس (١) ثالث عشرين من ذى القعدة، وبيده يومئذ تدريس الصّلاحية بجوار قبّة الشافعي، ومشيخة الربّاط بالبيبرسيّة (٢). وكان أهله من بلاد المغرب، وسكن جَرَوان (٣) من قرى المنوفيّة، فولد له هذا بعد سنة ستّين وسبعمائة فنشأ بها، ثم انتقل إلى تِلْوانة (٤) فعرف بالنسبة إليها، وقدم القاهرة في طلب العلم ولازم البُلقيني حتى أذن له بالتدريس والفتوى وتصدّى لذلك قديمًا في حياة مشايخه فأخذ عنه جماعة.

اشتغل قديمًا ومارس العربية، وكان جهوري الصوت، مشهور الصِّيت، قليل التحقيق، كثير الدّعوى، حسن البشر، صحيح البنية قويًّا، دَيّنًا خيّرًا مُكْرِمًا للطلبة بحيث كان الفيوّمي يسميه وزير الطلبة، وقد سمع الكثير من شيوخنا كابن أبي المجد والشّامى وأنظارهما، وحدّث وأسمع البخاري مدة بالجامع الأزهر، ودرّس بعدّة أماكن. [مات وقد] ناهز الثمانين أو جاوزها.

١٣ - على المالكي، الشيخ نور الدين التفهني، كان حسن السمت، سليم الفطرة، خطب بالجامع الأزهر مدةً نيابةً عنّى واغتبطوا به. مات في سادس عشر من ذي الحجة.


(١) هكذا في ز، لكنه "الاثنين الخامس والعشرين من ذى القعدة" وقد صححها البقاعي في هامش هـ فقال: "إنما مات يوم الثلاثاء سادس عشرين وكنت كتبت "الاثنين" ثم ضربت عليه وكتبت الثلاثاء وصححت عليه. والله أعلم".
(٢) عبارة "وكان أهله من بلاد المغرب حتى" ومارس العربية س ٧ غير واردة في نسخة هـ.
(٣) الضبط من القاموس الجغرافي، ق ٢، ج ٢، ص ٢١٦ حيث ذكر أنها من القرى المصرية القديمة من أعمال المنوفية.
(٤) وردت بعد هذا الترجمة التالية في نسخة ز بخط الصيرفي ولم ترد في الأصول وإن كان السخاوي قد ترجم له في الضوء اللامع ٥/ ٨٦٩ ولم يشر إلى أن ابن حجر ترجم له: "على بن عثمان بن عمر بن صالح، العلاء علاء الدين الصيرفي الدمشقي. أهمله المؤلف. ولد سنة ٧٧٨، وسمع واشتغل ومهر، ودرس وفاق الأقران، وناب في الحكم ومات في يوم الاثنين حادي عشرين رمضان بدمشق، وصلى عليه في مصلى العيد لضيق الجامع الأموي عمن حضر للصلاة عليه وكان عديل المصنف فإنه زوج أخت زوجته، وكان يكثر النوادر والملاعبات، ولما مات أوصى أن يفرق ثلث ماله نصفًا نصفًا فامتنع المؤلف من تنفيذها كذلك، وفرقها دينارًا. وكان من ملازمي الولى العراقي".
ثم جاء بعد ذلك في هامش هـ بخط البقاعي: "عمر بن حاتم، الشيخ الصالح المجدد، مات في سنة أربع وأربعين هذه في بدر راجعًا من مكة المشرفة عن نحو سبعين سنة فيما أظن. حدثني عنه بعض الطلبة أنه حدث أنه كان لصًا في بلاده "عجلون" وما قاربها، وأنه وقع بعد ذلك في قلبه الخير فقصد الشيخ عمر المجرد بالخليل فاتي زاويته وهو على هيئته، وعلى رأسه زموط طويل على هيئة رجال أهل تلك البلاد، ومعه سيف وسرس، فقلت: أين الشيخ عمر؟ بصوت عال. فقالوا لى ضع سلاحك، فقلت: الرجل لا يضع عزه. فقال الشيخ عمر: دعوه، هذا يأتي منه الخير، وقال "ما تريد؟ فقلت" "خلوة" فاعطاني خلوة فحلفت لا أغسل ثيابي ولا أحلق رأسى ولا أغتسل إلا من جنابة حتى أحفظ=