للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يسلم غيره، ولم يكن لذلك صحة. ووصلت هديته بعد أيّام إلى السلطان وفيها مائة شاش وأشياء كثيرة من هذا الجنس، فقبلها وخلع على قاصده.

* * *

وفى يوم الأربعاء السابع والعشرين منه، وهو الرابع من مِسْرَى أوفى النيل ستة عشر ذراعًا وإصبعين، وكُسِرَ الخليج في صبيحة يوم الخميس، وباشر ذلك الأمير ناصر الدين محمد ولد السلطان، وصُحْبَتُه حاجب الحجاب وجمعٌ يسير، وكان يومًا مشهودًا.

وكانت الزيادة في هذه السنة من العجائب فإنّه ابتدأ في العشرين من المحرّم، وكان يزيد قليلًا إلى يوم السبت السادس عشر من صفر فزاد ثمانية، ثم زاد إثنى عشر إصبعًا، ثم زاد في خمسةٍ أيّام ثمانين إصبعًا، وفى يومٍ ثلاثين وفى يومٍ عشرين، وفى ثلاثة أيام كل يومٍ عشرة، وفي يوم: سبعة عشر أيضًا، فنودي يوم الوفاء خمسة عشر تغليق الستة عشر ذراعًا وإصبعين فوقها.

* * *

وفيها (١) كائنة إبراهيم بن خطيب القدس وقاضيه جمال الدين بن جماعة، رُفِع فيه إلى السلطان أنّه زوّر عليه مرسومًا بمرتب، فأحْضِر إلى القدس (٢) وصُرف أبوه عن القضاء، وحوقق على ذلك، وجرى لصهره قاضى الحنفيّة ابن الديري من البؤس وتَغَيُّرِ الخاطر ما لا يُعَبّر عنه، وبالغ السلطان في الإنكار على كاتب السرّ بسبب ذلك.

* * *

وفي يوم الأربعاء (٣) تاسعه عُقِد مجلس بالصالحية بسبب شخصٍ قَرْمِيّ اسمه على بن أخي قُطْلُوخَجَا، حَضَرَهُ القضاةُ الثلاثة، وغاب الحنبليُّ لضعفه، وكان المذكور رُفعَ أمره إلى السلطان بأنه وَقَع في حقّ نَبيّنا بكلام فاحش، وأنّ بعض العوامّ أنكر عليه فكثُر اللّغَطُ، فخلّصه منهم شهاب الدين بن عبيد الله الحنفي نائب الحكم، فأنكر عليه السلطان ذلك.

وفى يوم الأحد أول يومٍ من الشهر عند التهنئة اعتذر [نائب الحكم الحنفي] بأنه خشى عليه من العوام أن يقتلوه، فأكد عليه السلطانُ تحصيله، ثم اتفق أن بعض الحجاب


(١) في هامش هـ "كائنة إبراهيم بن جماعة".
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي "لعله إلى القاهرة".
(٣) في هامش هي "قصة القِرميّ الزنديق".