للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بستة عشر ألف دينار. وصار للسلطان من تركته مالُ كبير، وكذا من تركة خوند زَوْجِ يَلْبُغَا النّاصري، وقيل وصل ثمنها قدر عشرين ألف دينار، وكان مرضه بالقولنج، في أوائل السنة، فتعافى ثم انتكس مرارًا إلى أن مات، وكان شهما يحبّ الصيد، وفيه عصبيّة، وخُلقُه سيء إلى الغاية.

واتّفق أنه كان أنشأ مكانًا بالقرب من الأخفافيين (١) ليجعله مدرسةً وعجَّل ببناء صهريج، وابتدأ فى عمل سبيل لسفّى الماء، فكمل في مدة ضَعْفِهِ، وجرت لشمس الدين الرازي بسبب إثبات وقفية داره فى مرض موته إهانة من جهة السلطان، واستقر جوهر اللّالا زمّاما بعد موت خشقدم مضافًا لوظيفته.

١٢ - سعد بن محمد بن جابر العجلوني ثم الأزهرى الشيخ سعد الدين بن شمس الدين بن زين الدين، أحدُ من كان يُعتقد بالقاهرة (٢). مات في شوال وقد قارب الثمانين (٣). وكان خيرًا دَيِّنًا سليم الباطن، (٤) يحفظ القرآن، ويلازم الذكر والعبادة، ولكثير من الناس فيه اعتقاد، وتُذْكر عنه كرامات، وكانت بيده إمامةُ المدرسة الطيبرسية (٥) المجاورة للجامع الأزهر.

١٣ - صالح بن محمد بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن على بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع المغربى الزواوي، الشيخ الصالح، كان خيرًا ذاكرًا لكثير من الفقه، ملازمًا لحضور مجالس العلم، وجاور بالمدينة المشرفة مدة، وحصلت له جذبة، ثم قدم القاهرة وسكن قرية الظاهر بالصحراء، وحَسُنَ ظنّ كثير من الناس فيه، ثم سكن القاهرة وتنزّل بدرس الحديث بالمؤيّدية، ورُتِّبَ له في الجوالى، ودخل في وصايا


(١) هو من أسواق القاهرة الكبرى التي كانت موجودة زمن المؤلف، وينسب إلى ماكان فيه من بيع أخفاف النساء ونعالهن، وهذا السوق من إنشاء الأمير يونس النوروزى، انظر الخطط للمقريزي ٢/ ٤٧٨.
(٢) خلت نسخة هـ من عبارة "الشيخ سعد الدين بن شمس الدين بن زين الدين أحد من كان يعتقد بالقاهرة".
(٣) لم ترد في هـ عبارة "وقد قارب الثمانين".
(٤) لم ترد في هـ عبارة "يحفظ القرآن ويلازم الذكر والعبادة".
(٥) تنسب هذه المدرسة الى منشئها الأمير علاء الدين طيبرس بن عبد الله الوزيرى الخازندارى مملوك الخازندار الظاهري نائب السلطنة ونقيب الجيوش فى مصر، وقد جعل بها درسا للفقهاء الشافعية، وأشار المقريزى الى هذه المدرسة في خططه ٣/ ٣٤٨ وذكر أن مؤسسها تانق في رخامها وتذهيب سقوفها بحيث أنه لم يقدر أحد على محاكاة ما فيها من صناعة الرخام، وأشار إلى أن الفراغ من عمارتها كان سنة ٧٠٩ وكانت بها خزانة كتب، أما فيما يتعلق بمؤسسها فقد كان نائب الصبيبة ثم استقدمه "لاجين" إلى مصر حين آلت إليه مقاليد السلطة فيها، وحينذاك ولاه نيابة الجيش بديار مصر وذلك سنة ٦٩٧، فباشر النقابة مباشرة مشكورة إلى الغاية من إقامة الحرمة وأداء الأمانة والعفة المفرطة بحيث أنه ما عرف انه قبل من أحد هدية مع التزام الديانة والمواظبة على فعل الخير مع الغنى الواسع، راجع أيضًا النجوم الزاهرة ٩/ ٢٤٦، والدرر الكامنة ٢/ ٢٠٥٤.