الشيخ علاء الدين له مقبول؟ وهل يستحق العزل أو التعزير؟ " فقلت: "لا يجب عليه شي بعد اعترافه هذا، وهذا القدر كافٍ منه".
وانفصل المجلس على ذلك، وأرسل السلطان يَتَرَضَّى علاء الدين ويسأله أن لا يسافر فأبى وسلم له حاله وقال: "يفعل ما أراد"، وهَمَّ بعزل القضاة لاختلاف قولهم الأول عند علاء الدين والثاني عنده، فبيَّن له كاتب السر أنَّ قولهم لم يختلف، وأوضح له المراد، فرضي واستمرّ المالكي بعد أن كان أراد أن يقرر الشيخ شهاب الدين بن تقى الدين الدميرى أحد نوابه مكانه، وحضر المجلس المذكور وأُحضرت خلفته فبطُل ذلك.
وفى السادس والعشرين من رجب هبَّت ريحٌ شديدة ملأت الأزقَّةَ والبيوت ترابًا، فدام ذلك من أول النهار إلى آخره وبعض الليل.
وفي رمضان توجّه سعد الدين إبراهيم بن المرة الكاتب لأجل المكوس من تجار الهند بجدّة، فعمر بجدّة جامعًا وفرضة وصارت ميناءً عظيمة، وجهز السلطان أميرًا يقال له أَرَنْبُغَا من أمراء العشراوات، وجهَّز معه خمسين مملوكا لدفع بنى حسين والقوّاد عن التعرّض إلى جدة والإعراض عن النهب، وحج بالركب الأول إينال الشِّشْمَاني رأس نوبة وبيده يومئذ حسبة القاهرة، فاستناب فيها دويداره شاهين فمَشَّى الأمور إلى أن وصل أستاذه فلم تشكر سيرته لكثرة نومه وإغفاله أمْرَ اللصوص.
وفيه قُبض على وطج أحد أمراء الألوف وحمل إلى الإسكندرية، وقبض على جِرْبَاش أمير مجلس ونُفي إلى دمياط مطلقًا فأَقام بها، واتجر وتَمَوَّل، واستقر إينال الأجرود في نيابة غزة، وأُعيد بيبغا المظفرى من القدس واستقر في إمرة جَرْبَاش المذكور، وذلك في العشر الأخير من ذي القعدة.
وفى خامس ذى الحجة قبض على أُزْبُكْ الدويدار واستقر مكانه أركماس الظاهري، واستقر تمراز - الذي كان نائب غزة - في وظيفة أَرْكُمَاس رأس النوبة الكبير.