شاش لصدر الدين بن العجمي ليوفى بها دينه؛ ويقال إن صاحب الهند كان قرأ على الشيخ علاء الدين لمّا كان بالهند فراسله فأشار عليه أن يرسل لفقراء الطلبة صدقةً فأرسل ذلك، ثم فرّق الشيخ علاء الدين على الطلبة كثيرًا من الشاشات وعمل لهم وليمةً في بستان ابن عنان صرف عليها ستين دينارًا، ووصلت هدية صاحب الهند للسلطان وهى مائتا شاش ومائتا إزار بَيْرمى وستون نافجة من المسك الطَّيب وأربعة أسياف محلاة، فيها نحو خمسمائة مثقال.
وفيها عزم الشيخ علاء الدين البخارى على الحج واستأذن السلطان فامتنع فألحَّ مرةً بعد مرة، فأرسل إليه كاتب السر بدر الدين بن مزهر فلم يزل يراجعه ويرجعه إلى أن قبَّل يده فأطاع وقام.
وفي السادس من جمادى الآخرة أُخذت الحوانيت التي فيها السيوفية والصيارف بظاهر الصّاغة وعلّوها، وقد أخذ فيها الخراب واستبدل النصف والربع بمالٍ جزيل يعمّر به في الربع الباقى لجهة وقفه على الصّالحية، فعمره عمارة جديدة، وصارت أجرة الربع أزيد من أجرة الكل بالنسبة لما كان يفضل بعد الصرف في ترميمه.
وفى أول يوم من رجب عمل الموكب السلطاني وكان حافلًا جدا، والسبب فيه قدومُ رسولٍ من ابن عثمان يستأذن في الحج ومعه هدية جليلة.
وفيه التمس الشيخ علاء الدين محمد بن محمد بن محمد البخاري من السلطان أن يُبطل إدارة المحمل حسمًا لمادّة الفساد الذي جرت العادة بوقوعه عند إدارته في الليل والنهار من ارتكاب المنكرات والتجاهر بالمعاصي،، فأمر السلطان القضاة وكاتب السر وأن يتوجّهوا إلى الشيخ علاء الدين فيتكلَّموا معه في هذه المسألة، فوقع الكلام فقلْتُ: "ينبغى أن يُنْظَر في السبب في هذه الإدارة فيعمل بما فيه المصلحة منها، ويزال ما فيه المفسدة، وذلك أن الأصل فيه إعلام أهل الآفاق أن الطريق من مصر إلى الحجاز آمنة، وأن من شاء أن يحجّ فلا يتأخَّر لخشيته خوف الطريق، وذلك لما كان حدث قبل ذلك من انقطاع الطريق