للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللنك بعد أَن نجا منهم بحيلةٍ غريبةٍ فناب فى الحكم عن الجلال البلقيني، ثم عاد وولى قضاء طرابلس فى سنة إثنتي عشرة قدْر شهرين، وحبسه نَوْرُوز فى شوال سنة خمس عشرة وهمَّ بقتله ثم نجا منه، وقبض عليه مرةً أخرى قبل ذلك فهرب من الموكلين به بحيلةٍ عجيبة، ثم قُبض عليه في جمادى الأُولى سنة ست عشرة ثم تحيَّل وخَلُص وقدم القاهرة، ثم رجع مع المؤيد حتى قتل نوروز، واستقرّ في القضاء إلى أَن قام عليه الحاجب فنودِى عليه وحبس بالقلعة ثم خلص وقدم مصر ورجع متولّيًا؛ ثم فى سنة إحدى وعشرين سُجِنَ بالقلعة ثم أُطْلِق وحَجَّ سنة اثنتيْن وعشرين فاستناب الشريف شهاب الدين بن عدنان مع ما كان بينهما من العداوة الشديدة، والسبب في ذلك أَن النوَاب شطّوا عليه واختلفوا فيمن يصلح أن ينوب عنه في غيبتهِ فعاقبهم بأَن أَقام عليهم الشريف، وكان ذلك أَوّل طمع الشريف في الدخول في المنصب.

ثم قام مع جَقْمق نائبِ الشام بعد موت المؤيّد وأَشار على نائب القلعة بتسليمها إليه، فلما وصَل ططر ومَن معه لم يؤاخذه بذلك. وحجّ في تلك السنة: سنة أَربع وعشرين، وهَمَّ بالدّخول إلى مصر لِيلى عِوَضَ البُلْقينى، ثم رجع إلى دمشق وبلغته ولاية العراقي فقعد، ثم قام عليه نائب (١) الشام في سنة ست وعشرين وتأَلبَ عليه أَعداؤُه وهَمُّوا بقتله، ثم اتَّفق مرضُ النائبِ فاشتغل بنفسه ومات فجاءتْه الولاية في رمضان منها، ولم يزل يتقلَّب في الأُمور إلى أن ولى كتابة السرّ بالقاهرة فلم يَمْشِ له فيها حال، وتغيّر عليه غالبُ أَصحابه وعادى مَن كان يحبَّه قبل ذلك فصُرِف صرفًا شنيعًا كما تقدم في الحوادث، ثم استأْذَن في الوصول إلى مصر فأُذن له فقُرّر في قضاء الشام في محرّم هذه السنة، وحصل له عند عوْدِه تعظيمٌ زائد، وتسلَّط على الشريف عدوِّه وأَذلَّه (٢) كثيرًا فعمل عليه إلى أَن قُتِل في منزله غيلة وذهب دمه هدرا (٣).


(١) كان نائب الشام إذ ذاك تاني بك ميق.
(٢) "آذاه" في هـ.
(٣) راجع حياته بالتفصيل في قضاة دمشق ص ١٤٣ - ١٤٧، هذا وقد وردت الإشارة إلى قصة مصرعه في نفس المرجع ص ١٤٢ - ١٤٣.