للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَحمد (١). ولد في سنة ٧٧٤ بحماة ونشأ بها وتولى حجوبيتها، ثم انتقل لدمشق فعمل دوادار نائبها قَانِباي، واستقدمه ناصر الدين بن البارزي معه إلى مصر ونوه بذكره لمصاهرةٍ بينهما فولَّاه المويّد نيابة الإسكندرية، ثم عُزل في أَيام ططر إلى أَن استقرّ في نظر القدس والخليل في أَيّام الأَشرف إلى أَن مات في ثالث عشر شوّال.

١٧ - محمد (٢) بن أَحمد بن محمد بن أَحمد بن جعفر بن قاسم العثماني الحريري، شمس الدين أَلْبِيِرى أَخو جمال الدين الأُستادار، وُلد في حدود الخمسين (٣)، وتفقَّه على أَبى البركات الأَنصاري، وسمع من أَبي عبد الله بن جابر وأَبي جعفر الغرناطي نزيلي أَلبيرة بحلب وقرأَ عليهما، وتفقَّه وولى قضاء البيرة مدةً ثم قضاء حلب سنة ستٍّ وثمانمائة، تم تحول إلى القاهرة في دولة أَخيه بعد أَن عزله جكم لما غَلب على حلب فتوجّه إلى مكَّة فجاور بها، ثم قدم (٤) فعظم قدرُه وعُيِّن للقضاء، ثم ولى مشيخة البيبرسية بعد الشريف النَّسابة، ثم درّس بالمدرسة المجاورة للشافعي بعد جلال الدين بن أَبي البقاء، ثم انْتُزِعَتَا منه بعد كائنةِ أَخيه، ثم أُعيدت إليه البيبرسيّة في سنة ست عشرة وصُرِف عنها بكاتبه (٥) في سنة ١٨، ثم قُرر في مشيخة سعيد السعداء بعد موت البَلَاليّ سنة عشرين، وكان قد ولى خطابة بيت المقدس ومات في سحر يوم الجمعة (٦) ٢٤ ذى الحجة واستقر بعده في المشيخة الصّلاحية شهاب الدين أَحْمد ابن المحمّرة (٧) الذي كان بها مخبزيًّا قبل ذلك ثم ارتقى منها إلى ولاية القضاء بدمشق ثم عاد إلى المشيخة بالقاهرة، ثم نقل منها إلى مشيخة الصّلاحية ببيت المقدس (٨).


(١) راجع ترجمته في الضوء اللامع ٢/ ٢٤٣.
(٢) عاد ابن حجر فأشار في وفيات السنة التالية إلى صاحب الترجمة في سطر واحد تضمن اسمه بالكامل ثم قال: "في التي قبلها"، هذا وقد سقط من هـ في اسمه "ابن جعفر بن قاسم العثماني"، أنظر فيما بعد ص ٣٨٠ حاشية رقم ٣.
(٣) هكذا أيضا في شذرات الذهب ٧/ ١٨٦ ولكن ورد في الضوء اللامع ٧/ ٨٩ أنه ولد في حدود الستين.
(٤) أي قدم إلى القاهرة.
(٥) أي بكاتب الإنباء ابن حجر.
(٦) اختلفت المصادر في تحديد تاريخ وفاته، فهو في عقد الجمان للعينى: الحادى والعشرون من ذي الحجة، وفي السلوك: محرم ٨٢٩، وفى الشذرات ٧/ ١٨١: الرابع والعشرون من ذى الحجة؛ هذا ويلاحظ أن الوارد في التوفيقات الإلهامية ص ٤١٤ أن الأحد كان أول ذي الحجة سنة ٨٢٨.
(٧) راجع ترجمته في شذرات الذهب ٧/ ٢٣٤ وترجمة رقم ٣ في وفيات سنة ٨٤٠، وأنظر أيضا ابن طولون: قضاة دمشق، ص ١٦٠ - ١٦١.
(٨) وردت بعد هذا عدة صفحات مطموسة في هـ.