للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأْخذون المعلوم من وقف الجامع، ثم قُطِعُوا في أواخر دولة الأَشرف، ثم أُعيد بعضهم في دولة الظاهر"، وذكرتُ بما قال ابن الصايغ ما قرأْتُ بخط الفارق التاجر الزبيدي أَنه كان بمصر في دولة الناصر من التجار الكارمية أَكثر من مائتي نفس، وعدَّ من عبيدهم الذين كانوا يسافرون لهم في التجارة بالسفرات الكبار أَكثر من مئة، وأَنشدني أَي ابن الفرات قال أَنشدني لنفسه:

برُوحِي أُفدِّي خالَه فوق خده … ومن أَنا في الدنيا فأَفديه بالمال

تبارك من أَخلى من الشعر خدَّه … وأَسكن كل الحسن في ذلك الخالِ

قال: وما أَحسن قول ابن أَبي حجلة:

تفرّد الخال عن شعرٍ بوجنته … فليس في الخد غيرُ الخال والخفر

يا حسنَ ذاك محيًّا ليس فيه سوى … خالٍ من المسك في خالٍ من الشَّعَرِ

قلت: وبين المقطوعتين كما بين الثريا والثرى.

مات في شعبان.

٧٧ - محمد بن عبد الرحيم [بن يحيى (١)] أَبو البركات جمال الدين السبكي، سمع من يحيى بن المصري وأَحمد بن علي الجزري (٢) وغيرهما، واشتغل بالحديث وقرِّر مدرسا فيه (٣) بالشيخونية بعناية الشيخ بهاءِ الدين وهو ابن عمته، وقد جمع "جزءًا مما وافق ربه فيه عمر بن الخطاب" إجازة؛ واختصر "الزهر الباسم" لمغلطاي [اقتصر فيه على اعتراضاته على السهيلي (٤)]: وولي إفتاءَ دار العدل، وكان ساكنًا منجمعا عن الناس. مات في شوال.

٧٨ - محمد بن علي بن أَحمد بن محاسن الدمشقي المؤذن. سمع من عبد الرحيم بن أَبي اليسر (٥) وغيره قطعة من "جامع الترمذي"، وكان من القراءِ بالأَلحان، ومات في المحرم.

٧٩ - محمد بن علي بن عبد الله اليمني، شمس الدين أَبو القاسم، أَقام بمصر ملازمًا لعز الدين بن جماعة، وكان فاضلًا. مات في المحرم عن (٦) ستين سنة، وكان ولي مشيخة


(١) الإضافة من الدرر الكامنة ٤/ ٣١.
(٢) الدرر الكامنة ١/ ٥٣٥.
(٣) يعني تدريس الحديث الشريف.
(٤) الإضافة من الدرر الكامنة ٤/ ٣١.
(٥) الدرر الكامنة ٢/ ٢٣٧٩.
(٦) عبارة "عن ستين سنة" غير واردة في ظ.