للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى دمشق وأقام بها، ثم [انتقل] إلى طرابلس فأقام بها، واستمر إلى أن مات في شوال سنة ٨١٧. أثنى القاضي علاءُ الدين في تاريخه على خيْره ودينه.

٢ - أحمد (١) عبد الله المالقى النَّاسخ، كان شافعيَّ المذهب إلا أنه يحبّ ابن تيميّة ومقالاته، وكان حسن الخطِّ، كتب ثلاثمائة مصحف وعدّة نسخ من "صحيح البخاري" وأشياء غير ذلك. مات في شوّال مطعونًا، وأرّخه القاضي تقيّ الدين بن قاضي شهبة في جمادى الأُولى سنة خمس عشرة (٢) فليحرّر هذا.

٣ - أبو بكر بن علي بن سالم بن أحمد الكناني، تقيّ الدين العامري (٣) بن قاضي الزبداني، وُلِد في ذى الحجّة سنة خمسين، واشتغل بدمشق فبرع في الحساب وشارك في الفقه وقرأ في الأصول، وولى قضاء بعلبك وبيروت، وقدم القاهرة بعد الفتنة الكبرى وكان قد أُسر مع التمرية ثم خلص، وأخبر عن بعض مَن أَسُرَهُ أنه قال له: "علامة وقوع الفتنة (٤) كثرة نباح الكلاب وصياح الديكة في أوّل الليل، قال: "وكان ذلك قد كثر بدمشق قبل مجيء تمرلنك".

وكان يقرأ في المحراب جيدًا ووُلى قضاة كفر طاب (٥) وتقدم في معرفة الفرائض والحساب، وكان دينا خيّرًا يتعانى المتجر. مات بدمشق في ذي الحجة.


(١) هذه أول ترجمة استهل بها ابن حجر وفيات هذه السنة في نسخة ظ، ويلاحظ أنه أمام هذه الترجمة في هامش هـ، ك بخط الناسخ "عليه سورة ضرب".
(٢) عبارة "فليحرر هذا" أضافها ابن حجر بخطه في هامش ٢٥٦ ب من نسخة ظ مما يدل على أن هذه النسخة هي المسودة؛ على أنه قد وردت هذه العبارة أيضا في الضوء اللامع، ج ١ ص ٣٧٣ حيث نقل الترجمة أعلاه من الإنباء، كما أنها وردت في بقية النسخ الأخرى.
(٣) ورد في هامش هـ "نسبة إلى كفر عامر من قرى بلاد الزبداني"، أما الزبداني فقد عرفها ياقوت: المعجم ٢/ ٩١٣، ومراصد الاطلاع ٢/ ٦٥٧ بأنها كورة بين دمشق وبعلبك ومنها مخرج نهر دمشق، وهى مضبوطة فيهما بفتح الزاي والباء وكذلك في Le Strange : Palestine Under the Moslems، p.٣٩،٥٥٣ على حين أنها بكسرهما في كتاب ديسو Topographie Historique de la Syrie : Dussaud أما ابن قاضي الزبداني - وهو الحد الأعلى للمترجم - فهو محمد بن حسين بن محمد بن عمار المتوفى سنة ٧٧٦ هـ، الذي سبق أن ترجم له المؤلف في إنباء الغمر ١/ ٩٠ ترجمة رقم ٦٦، وفى الدرر الكامنة ٤/ ٦٣٤٧. على أنه يلاحظ أن السخاوي في الضوء اللامع ج ١١ ص ٥٢ ترجمة رقم ١٤١ قال عن المترجم إنه "ابن عم" قاضي الزبداني.
(٤) أمامها في هامش هـ: "علامة وقوع الفتن".
(٥) كفر طاب بلدة بين المعرة وحلب، انظر Strange : op. cit.p.٤٧٣ والمراجع العربية الواردة به منها.