للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢١ - نصر الله بن محمد الصرخدي ناصر الدين، أَحد الفضلاء، مات في أحد الربيعين.

٢٢ - يوسف بن أَحمد بن محمد بن أَحمد بن جعفر بن قاسم البيري ثم الحلبي نزيل القاهرة، الأَمير جمال الدين، ولد سنة ٧٥٢ (١)، وكان أَبوه خطيب إلبيرة فصاهر الوزير عبد الله بن سحلول فنشأَ جمال الدين في كنف خاله، وكان أَولًا بزيّ الفقهاء، وحفظ القرآن وكتبا في الفقه والعربية، وسمع من شمس الدين بن جابر الأَندلسي قصيدته "البديعية"، وعرض عليه "أَلفية ابن معطى" وأَخذ عنه في شرحها له بحلب، ثم قدم مصر بعد سنة سبعين وهو بزيّ الجند فخدم أُستادار الأَمير بجاس وعُرف به وطالت مدّته عنده، ثم ترقَّى إلى أَن تزوّج بنت أُستاذه وعظم قدره ومحله، فباشَر الأُستادارية عند جماعةٍ من الأُمراء كبيبرس وسودون الحمزاوي وغيرهما، وعمر الدور الكبار، وعمر في داخل القصر بجوار المدرسة السابقية (٢) منزلًا حسنًا فيقال إنه وجد فيه خبية للفاطمييّن.

واشتهر ذكره بالمروءَة والعصبية وقضاء الحوائج للناس، فقام بأَعباء كثير من الأُمور وصار مقصد الملهوفين يقضي حوائجهم ويركب معهم إلى ذوي الجاه، ولم ينزل معظما نافذ الكلمة إلى أَن قُرر في الأُستادارية رابع رجب سنة سبع وثمانمائة بعد هرب ابن غراب مع يشبك فحُمِدَتْ سيرته.

ثم وقع بينه وبين السالمي لتهوّر السالمي فقبض عليه في ذي الحجة واستبدّ بالأَمر إلى أَن قرّر في الأُستادارية الكبرى عوضًا عن ابن قيماز في رابع رجب سنة ثمان بعد أَن


(١) انظر الضوء اللامع ١٠/ ١١٥٧، والشذرات ٧/ ٩٩.
(٢) وهي من إنشاء سابق الدين مثقال الآنوكي.