قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً
[١] وقد قال تعالى: نَذِيراً لِلْبَشَرِ
[٢]- فلم يبق أن يكون مع ذلك قولهم معارضة، وأن يعدّ في باب الموازنة.
١٢٩٧-[ما قيل من الشعر في البرد]
ومما قالوا في البرد قول الكميت [٣] : [من المتقارب]
إذا التفّ دون الفتاة الضّجيع ... ووحوح ذو الفروة المرمل [٤]
وراح الفنيق مع الرائحات ... كإحدى أوائلها المرسل [٥]
وقال الكميت أيضا في مثل ذلك [٦] : [من البسيط]
وجاءت الريح من تلقاء مغربها ... وضنّ من قدره ذو القدر بالعقب [٧]
وكهكه المدلج المقرور في يده ... واستدفأ الكلب في المأسور ذي الذّئب [٨]
وقال في مثله جران العود [٩] : [من الوافر]
ومشبوح الأشاجع أريحيّ ... بعيد السّمع، كالقمر المنير [١٠]
رفيع الناظرين إلى المعالي ... على العلّات في الخلق اليسير [١١]
يكاد المجد ينضح من يديه ... إذا دفع اليتيم عن الجزور [١٢]
[١] ١٥٨/الأعراف: ٧.
[٢] ٣٦/المدثر: ٧٤.
[٣] ديوان الكميت ٢/١٤، والبيت الأول في اللسان والتاج (فرا) ، والتهذيب ١٥/٢٤١.
[٤] وحوح الرجل من البرد: إذا ردد نفسه في حلقه حتى تسمع له صوتا. الفروة: الوفضة التي يجعل فيها السائل صدقته. المرمل: الذي نفذ زاده.
[٥] الفنيق: الفحل المكرم من الإبل، لا يركب لكرامته على أهله.
[٦] ديوان الكميت ١/١٢٧، والبيت الثاني في اللسان والتاج والأساس (كهه) .
[٧] العقب: جمع عقبة، وهي المرقة ترد في القدر المستعارة، فقد كانوا إذا استعاروا قدرا ردوا فيها شيئا من المرق.
[٨] كهكه المقرور تنفس في يده ليسخنها بنفسه من شدة البرد.
المأسور: المشدود بالإسار وهو القد الذي يؤسر به القتب، والقتب: وهو الفرجة بين دفّتي الرحل.
[٩] ديوان جران العود ٢٤- ٢٨.
[١٠] مشبوح الأشاجع: عريض الكف، والأشجع، العصب الذي على ظاهر الكف. الأريحي: الذي يرتاح للمعروف. السمع: المقصود بها: الذكر الحسن.
[١١] على العلات: على كل حال.
[١٢] الجزور: الناقة المجزورة. جزر الناقة: نحرها وقطعها.