وقال حذيفة بن بدر لصاحبه يوم جفر الهباءة [١] ، حين أعطاهم بلسانه ما أعطى: إيّاك والكلام المأثور [٢] .
وأنشد الأصمعي: [من الخفيف]
كلّ يوم كأنّه يوم أضحى ... عند عبد العزيز أو يوم فطر
وقال: وذكر لي بعض البغداديّين أنّه سمع مدنيّا مرّ بباب الفضل بن يحيى- وعلى بابه جماعة من الشعراء- فقال [٣] : [من الخفيف]
ما لقينا من جود فضل بن يحيى ... ترك النّاس كلّهم شعراء
وقال الأصمعي: قال لي خلف الأحمر: الفارسيّ إذا تظرّف تساكت، والنّبطيّ إذا تظرّف أكثر الكلام.
وقال الأصمعيّ: قال رجل لأعرابيّ: كيف فلان فيكم؟ قال: مرزوق أحمق! قال: هذا الرّجل الكامل.
قال: وقال أعرابيّ لرجل: كيف فلان فيكم؟ قال: غنيّ حظيّ، قال: هذا من أهل الجنّة!
٦١١-[السواد والبياض في البادية]
الأصمعيّ قال: أخبرني جوسق قال: كان يقال بالبدو: «إذا ظهر البياض قلّ السّواد، وإذا ظهر السّواد قلّ البياض» . قال الأصمعيّ: يعني بالسّواد التّمر، وبالبياض اللّبن والأقط [٤] ، يقول: إذا كانت السّنة مجدبة كثر التّمر وقلّ اللّبن والأقط. وقال: إذا كان العام خصيبا ظهر في صدقة الفطر البياض يعني الإقط وإذا كان جدبيا ظهر السّواد، يعني التّمر.
وتقول الفرس: إذا زخرت الأودية بالماء كثر التّمر، وإذا اشتدّت الرّياح كثر الحبّ.
[١] يوم الهباءة: هو يوم الجفر؛ لعبس على ذبيان، وفيه قتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل سيدا بني فزارة. العمدة ٢/٢٠٢- ٢٠٣.
[٢] ورد القول في البيان والتبيين ٢/١٠٥.
[٣] البيت لنصيب الأصغر أبي الحجناء في الأغاني ٢٣/٢٠.
[٤] الأقط: شيء يتخذ من اللبن المخيض؛ يطبخ ثم يترك حتى يمصل «اللسان: أقط» .