للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمة لتأخذ بيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت «١» ، وفى رواية أحمد: فتنطلق به فى حاجتها، وعنده أيضا إن كانت الوليدة من ولائد أهل المدينة لتجىء فتأخذ بيد رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت.

والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الانقياد.

وقد اشتمل على أنواع من المبالغة فى التواضع، لذكره المرأة دون الرجل، والأمة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ الإماء، أى: أى أمة كانت، وبقوله: حيث شاءت، أى من الأمكنة، والتعبير باليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها فى تلك الحالة لساعدها على ذلك. وهذا من مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر- صلى الله عليه وسلم-.

ودخل الحسن وهو يصلى قد سجد، فركب على ظهره، فأبطأ فى سجوده حتى نزل الحسن، فلما فرغ قال له بعض أصحابه: يا رسول الله قد أطلت سجودك. قال: «إن ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعجله» «٢» . أى جعلنى كالراحلة فركب على ظهرى. وكان- صلى الله عليه وسلم- يعود المرضى، ويشهد الجنازة.

أخرجه الترمذى فى الشمائل. وحج- صلى الله عليه وسلم- على رحل رث وعليه قطيفة لا تساوى أربعة دراهم. فقال: «اللهم اجعله حجّا لا رياء فيه ولا سمعة» «٣» .

وكان- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بانيتهم فيها الماء، فما


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٠٧٢) فى الأدب، باب: الكبر، وابن ماجه (٤١٧٧) فى الزهد، باب: البراءة من الكبر والتواضع، وأحمد فى «المسند» (٣/ ٩٨ و ١٧٤ و ٢١٥) ، من حديث أنس- رضى الله عنه-.
(٢) أخرجه البيهقى فى «الكبرى» (٢/ ٢٦٣) ، وهو فى الصحيحين بنحوه، ولكن مع أمامة ابنة زينب- رضى الله عنها-.
(٣) ضعيف: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٣/ ٢٢١) عن ابن عباس وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه أحمد بن محمد بن القاسم بن أبى بزة ولم أعرفه.