للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطويلان فيطولهما، فإذا فارقاه نسب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى الربعة، رواه ابن عساكر والبيهقى. وزاد ابن سبع فى الخصائص: أنه كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين. ووصفه ابن أبى هالة بأنه بادن متماسك، أى معتدل الخلق، كأن أعضاءه يمسك بعضها بعضا.

وأما شعره الشريف- صلى الله عليه وسلم-، فعن قتادة قال: سألت أنسا عن شعر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: شعر بين شعرين، لا رجل ولا سبط ولا جعد قطط كان بين أذنيه وعاتقه. وفى رواية للشيخين قال: كان رجلا ليس بالسبط ولا الجعد بين أذنه وعاتقه «١» . وفى أخرى: إلى أنصاف أذنيه «٢» . رواه البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى. وعن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا والنبى- صلى الله عليه وسلم- عن إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمة ودون الوفرة «٣» .

رواه الترمذى وأبو داود. والوفرة: الشعر الواصل إلى شحمة الأذن. وقال ابن أبى هالة أيضا: كان رجل الشعر- وهو بفتح الراء وكسر الجيم، أى يتكسر قليلا، بخلاف السبط والجعد- إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفره. والعقيقة بالقافين، شعر رأسه الشريف، يعنى إن انفرقت بنفسها فرقها وإلا تركها معقوصة، ويروى: إن انفرقت عقيصته- بالصاد المهملة- وهى الشعر المعقوص.

وعن ابن عباس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وكان يحب


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٥٩٠٥) فى اللباس، باب: الجعد، ومسلم (٢٣٣٨) فى الفضائل، باب: صفة شعر النبى- صلى الله عليه وسلم-.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٣٣٨) (٩٦) فيما سبق.
(٣) صحيح: أخرجه أبو داود (٤١٨٧) فى الترجل، باب: ما جاء فى الشعر، والترمذى (١٧٧٥) فى اللباس، باب: ما جاء فى الجمة واتخاذ الشعر، وابن ماجه (٣٦٣٥) فى اللباس، باب: اتخاذ الجمة والذوائب، وأحمد فى «المسند» (٦/ ١٠٨ و ١١٨) من حديث عائشة- رضى الله عنها-، والحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود» .