للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلها ليس له أخمص. وقوله: مسيح القدمين أى ملساوتان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما كما قال ابن أبى هالة: ينبو عنهما الماء، وهو معنى حديث أبى هريرة. وعن عبد الله بن بريدة قال: كان- صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس قدما. رواه ابن سعد.

وأما طوله- صلى الله عليه وسلم- فقال على: كان- صلى الله عليه وسلم- لا قصير ولا طويل، وهو إلى الطول أقرب «١» . رواه البيهقى. وعنه: كان- صلى الله عليه وسلم- ليس بالذاهب طولا، وفوق الربعة إذا جامع القوم غمرهم. رواه عبد الله بن الإمام أحمد.

وعن أبى هريرة قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ربعة وهو إلى الطول أقرب «٢» . رواه البزار.

وقوله: ربعة، أى مربوعا، والتأنيث باعتبار النفس. وقد فسر فى الحديث الآتى بأنه ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، والمراد بالطويل البائن:

المفرط فى الطول مع اضطراب القامة.

وقال ابن أبى هالة: أطول من المربوع وأقصر من المشذب- وهو بمعجمتين مفتوحتين ثانيهما مشدد، أى البائن الطول فى نحافة، وهو مثل قوله فى الحديث الآخر لم يكن بالطويل الممغط- وهو بتشديد الميم الثانية- المتناهى الطول. وأمغط النهار إذا امتد، ومغطت الحبل إذا مددته، وأصله منمغط والنون للمطاوعة فقلبت ميما وأدغمت فى الميم، ويقال بالعين المهملة بمعناه.

وعن عائشة قالت: لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده، ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله- صلى الله عليه وسلم- ولربما اكتنفه الرجلان


(١) تقدم حديث على.
(٢) ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٢٨٠) وقال: رواه البزار، ورجاله وثقوا. اه. قلت: هو فى صحيح البخارى (٣٥٤٧) ، من حديث أنس بلفظ: كان ربعة من القوم، ليس بالطويل لا بالقصير.