للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنه يرتع فيه فى بساتين الطاعات، ويسرح فى ميادين العبادات، ويتنزه قلبه فى رياض الأعمال الميسرة فيه من الطاعات، فإن المؤمن يقدر على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة ولا يحصل له جوع ولا عطش، فإن نهاره قصير بارد فلا يحصل فيه مشقة الصيام.

وقوله: «القناعة مال لا ينفد وكنز لا يفنى» «١» .

رواه الطبرانى فى الأوسط من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، والقضاعى بدون: «وكنز لا يفنى» عن أنس.

وفى القناعة أحاديث كثيرة، ولو لم يكن فى القنع إلا التمتع بالعز لكفى صاحبه، وكان من دعائه- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم قنعنى بما رزقتنى» «٢» وأنشد بعضهم:

ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ... ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا

وقوله- صلى الله عليه وسلم-: «ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد» «٣» رواه الطبرانى فى معجمه الأوسط من حديث أنس.

وقوله- صلى الله عليه وسلم-: «الاقتصاد فى النفقة نصف المعيشة، والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم» «٤» .

رواه البيهقى فى الشعب، والعسكرى فى الأمثال، وابن السنى والديلمى من طريقه والقضاعى كلهم من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعا. وضعفه


(١) ضعيف جدّا: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (١٠/ ٢٥٦) عن جابر، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط، وفيه خالد بن إسماعيل المخزومى، وهو متروك. اه، وأخرجه القضاعى عن أنس كما فى «كنز العمال» (٧٠٨٠) .
(٢) أخرجه العسكرى فى «الأمثال» ، عن ابن عباس- رضى الله عنهما-، كما فى «كنز العمال» (٥٠٩٤) .
(٣) موضوع: ذكره الهيثمى فى «المجمع» (٨/ ٩٦) وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، وكلاهما ضعيف.
(٤) موضوع: أخرجه الطبرانى فى «مكارم الأخلاق» ، والبيهقى فى «شعب الإيمان» عن ابن عمر، كما فى «ضعيف الجامع» (٢٢٨٦) .