للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: «اللهم نعم» . قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا. فقال النبى- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم نعم» .

فقال الرجل: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائى من قومى وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بنى سعد بن بكر) «١» .

وزاد ابن إسحاق فى مغازيه: فقال: آلله أمرك أن نعبده ولا نشرك به شيئا وأن نخلع هذه الأنداد التى كان آباؤنا يعبدون؟

فقال- صلى الله عليه وسلم-: «اللهم نعم» .

قال: وكان ضمام رجلا جلدا أشقر ذا غديرتين، ثم أتى بعيره وأطلق عقاله ثم خرج حتى أتى قومه فاجتمعوا إليه، وكان أول ما تكلم به أن قال:

بئست اللات والعزى فقالوا: مه يا ضمام اتق البرص والجنون والجذام، قال:

ويلكم، إنهما لا يضران ولا ينفعان. إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به، وإنى أشهد ألاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإنى قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، فو الله ما أمسى فى ذلك اليوم فى حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما.

قال ابن عباس: فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة «٢» .

وفد طارق بن عبد الله وقومه «٣» . روى البيهقى عن جامع بن شداد قال: حدثنى رجل يقال له طارق بن عبد الله قال: إنى لقائم بسوق ذى المجاز إذ أقبل رجل وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة يقول: يا أيها الناس إنه كذاب فلا تصدقوه، فقلت من


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٦٣) فى العلم، باب: ما جاء فى العلم.
(٢) انظر «السيرة النبوية» لابن هشام (٢/ ٥٧٣- ٥٧٤) ، والمصادر السابقة قبل حديث.
(٣) انظر «دلائل النبوة» للبيهقى (٥/ ٣٨٠) ، و «زاد المعاد» لابن القيم (٣/ ٦٤٨) .