للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأنت صلى عليك الله تقدمهم ... فى بهو إشراق نور منك مكتمل

ينير فوق أغر الوجه منتجب ... متوج بعزيز النصر مقتبل

يسمو أمام جنود الله مرتديا ... ثوب الوقار لأمر الله ممتثل

خشعت تحت بهاء العز حين سمت ... بك المهابة فعل الخاضع الوجل

وقد تباشر أملاك السماء بما ... ملكت إذ نلت منه غاية الأمل

والأرض ترجف من زهو ومن فرق ... والجو يزهر إشراقا من الجذل

والخيل تختال زهوا فى أعنتها ... والعيس تنثال رهوا فى ثنى الجدل

لولا الذى خطت الأقلام من قدر ... وسابق من قضاء غير ذى حول

أهل ثهلان بالتهليل من طرب ... وذاب يذبل تهليلا من الذبل

الملك لله هذا عز من عقدت ... له النبوة فوق العرش فى الأزل

شعبت صدع قريش بعد ما قذفت ... بهم شعوب شعاب السهل والقلل

قالوا محمد قد زادت كتائبه ... كالأسد تزأر فى أنيابها العصل

فويل مكة من آثار وطأته ... وويل أم قريش من جوى الهبل

فجدت عفوا بفضل العفو منك ولم ... تلمم ولا بأليم اللوم والعذل

أضربت بالصفح صفحا عن غوائلهم ... طولا أطال مقيل النوم فى المقل

رحمت واشج أرحام أتيح لها ... تحت الوشيج نشيج الروع والوجل

عاذوا بظل كريم العفو ذى لطف ... مبارك الوجه بالتوفيق مشتمل

أزكى الخليقة أخلاقا وأطهرها ... وأكرم الناس صفحا عن ذوى الزلل

وطفت بالبيت محبورا وطاف به ... من كان عنه قبيل الفتح فى شغل

والجحفل: الجيش العظيم. وقذف الأرجاء: أى متباعدها. واللجب:

بالجيم المفتوحة: الضجة من كثرة الأصوات. والعرمرم: الضخم الكثير العدد. وقوله: كزهاء الليل: شبهه بالليل فى سده الأفق، واسوداده بالسلاح.

والمنسحل: - بالحاء المهملة- الماضى فى سيره يتبع بعضه بعضا. وقوله: فى بهو إشراق: شبه النور الذى يغشاه- عليه السّلام- ببهو أحاط به. والبهو: البناء العالى كالإيوان ونحوه. والمنتجب: المتخير أصل نجيب، أى كريم، والمقتبل:

المستقبل الخير. وترتجف: تهتز. والزهور: الخفة من الطرب، يعنى: أن